1. ملصقات للواتس اب و آي مسج ، اكثر من ٥٠٠٠ ملصق سهل الاستخدام. لتحميل التطبيق
  1. بدر عساكرة

    بدر عساكرة سيدة جديدة

    هل نحب الله تعالى وكيف نعبده سبحانه مع عدم وجود هدف في البيت


    [​IMG]

    عندما نذكر الراحة والهدؤ والأمان فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو " البيت " كل فرد مننا إذا أراد الراحة يجدها فى البيت وإذا أراد السكن فى البيت إذا أراد الأمان فى البيت إذا أراد الأنس فى البيت . السر ليس فقط فى الجدران أو الهيكل الشكلى ولكن فى الأسرة التى تسكن البيت فالأسرة المسلمة تتمتع بقسط وافر من القيم الإسلامية، قيم الترابط والتراحم والتعاطف والتآلف والتكافل، وقيم الإحسان والتعاون على البر والتقوى، قيم احترام الكبير والعطف على الصغير، قيم الإيثار والمحبة والكلمة الطيبة، وصلة الرحم، ومن ثم كان لها دورها الفاعل في حياة الأمة والمجتمع وقوتها ونهضتها . . وكان لها القيادة والريادة والسبق الحضاري الذي أنار للغرب طريق العلم والتقدم.

    ولحرص الإسلام على أن تؤسس الأسرة على دعامة راسخة فكان لابد من تنظيم الحقوق والواجبات داخل الأسرة بين الزوجين فالله اعطى القوامة فى المنزل للرجل إن هذه القوامة، ليست محاباة للرجل أو إلغاء لشخصية المرأة، وليست كذلك سبيلاً للاستبداد والسيطرة من قبل الرجل، إنها تعني المسؤولية، مسؤولية الرجل عن الأسرة من حيث الإنفاق والرعاية والحماية وحسن العشرة، وكان من أولويات حسن العشرة أن يتشاور الزوجان في كل ما يهم الأسرة، وأن يكون بينهما الاحترام المتبادل لكل الآراء مع مناقشتها في هدوء وسماحة نفس وسعة صدر، وبين الابأء والابناء فجعل على الآباء أن يحسنوا تربية أبنائهم، والعدل بينهم في المعاملة والعطاء حتى لا ينزغ الشيطان بينهم بالفساد والأحقاد .. كذلك فرض على الأبناء أن يحسنوا إلى آبائهم وبخاصة عند امتداد العمر بهؤلاء، لأنهم يصبحون في حاجة إلى مزيد من الرعاية والحماية، قال الله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلآ إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهمآ أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهم وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذُّل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً)
    وروي عن عمر رضي الله تعالى عنه أن رجلاً جاء إليه بابنه فقال: إن ابني هذا يعقني, فقال عمر رضي الله تعالى عنه للابن: أما تخاف الله في عقوق والدك, فقال الابن: يا أمير المؤمنين، أما للابن على والده حق؟ قال: نعم، حقه عليه أن يستنجب أمه ـ يعني لا يتزوج امرأة دنيئة لكيلا يكون للابن تعيير بها ـ وحسن اسمه ويعلمه الكتاب, فقال الابن: فوالله ما استنجب أمي, ولا حسن اسمي، سماني جُعْلا، ولا علمني من كتاب الله آية واحدة, فالتفت عمر رضي الله تعالى عنه إلى الأب وقال: تقول ابني يعقني! فقد عققته قبل أن يعقك.

    غالبا يُلقى الأباء مسؤلية تربية الأبناء على عاتق الأمهات وأحيانا تُهمل الأمهات تربية الأبناء ، فالله خلق المرأة و كانت رسالتها الأولى في الحياة، والتي خلقت لها، هي أن تكون أماً وربة بيت، وهي لن تنهض بهذه الرسالة علاى أحسن وجه إلا إذا تفرغت لها، ولم يشغلها عنها أمر آخر. إن واجب الرجل نحو أسرته ليس مقصوراً على الإنفاق المادي . . وقد ذكرت من قبل أن القوامة التي منحها الله للرجل تعني المسؤولية بمفهومها الشامل، ولكي يقوم الرجل بهذه المسؤولية كما ينبغي أن تكون كان عليه أن يكون له حضور بين أفراد أسرته، وأن يشعر الجميع بقربه منهم، وأنه معهم يشاركهم فيما يهتمون به ويتعرف على ما يرغبون فيه، ويصحبهم أحياناً خارج البيت في نزهات أو زيارات، ولا تشغله أعماله، مهما تكن، عن الرعاية التي فرضت عليه لكل أفراد أسرته، وليكن قدوته في ذلك الأب والزوج الكريم النبي محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. والرجل إذا قام بمسؤوليته كاملة حمى أسرته من أسباب التفرق والتقاطع، ونشأ، الأبناء نشأة سوية في ظل أب يغدق الحنان والعطف إلى جانب الشدة والقسوة إذا اقتضى الأمر ذلك. إن مسؤولية الرجل في الأسرة كمسؤولية ربان السفينة، عليه أن يقودها نحو شاطئ الأمان والسلامة ويجنبها الأخطار والأضرار، فإذا أهمل في مسؤوليته كان الغرق هو المصير المحتوم للسفينة . . وكذلك الأسرة، إذا لم يكن الرجل يقضاً وعلى وعي بما يجب عليه نحو أسرته فإنها تغرق في دوامة الخلل، ويكون مصيرها التفكك والفرقة.

    الأن بعد أن أصبح التفكك الأسرى منتشر فى مجتمعاتنا فلابد أن نذكر بعض من آثار التفكك الأسرى على المجتمع
    * وقد يتجاوز الأمر حدود السلبية ويتحول التفكك إلى عنف قد يصدر من الرجل ضد المرأة أو العكس. وليس العنف إلا ردة فعل لتصرفات الآخرين، فالرجل الذي يمارس العنف مع زوجته يثير لديها غريزة العنف . . وكذلك ممارسة العنف ضد الأبناء يثير لديهم غريزة العنف ضد الآباء مستقبلاً. والعنف يبدأ بالكلمة النابية أو الاستهانة التي تحمل الآخر على التمرد ورد الإساءة بمثلها أو أشد منها، وقد يتطور الأمر إلى الضرب وإلحاق الأذى المادي الذي يبلغ أحياناً درجة الإقدام على ارتكاب جريمة القتل.

    * ولا يقتصر أثر التفكك الأسري على الأبناء على تخلفهم الدراسي وحسب، فالأبناء الذين ينشأون في أسرة مفككة لا تعرف بين أفرادها غير النفور والكراهية لا تكون نشأتهم طبيعية، وتترسب في أعماقهم مشاعر الكراهية نحو الحياة والأحياء، ويتمثل ذلك في الانحراف والتمرد على القيم والنظم والقوانين وإدمان الموبقات والمخدرات، فضلاً عن العزوف مستقبلاً عن الحياة الزوجية.
    لقد أثبتت الدراسات أن ظواهر الإجرام والعنف وانحلال الأخلاق، وتوتر العلاقات بين الدول، وظهور القيادات التي كانت سبباً في الحروب المدمرة، وحدوث القلاقل والمجاعات المهلكة، مردها إلى أن الروابط النفسية في الأسر ضائعة، وأن أجيالاً تربت وترعرعت بعيداً عن مشاعر الحنان والمودة والرحمة فانتكست فطرتها، وانغمست في بؤر الفساد، واستحوذ عليها حب الانتقام وإراقة الدماء والاستهانة بكرامة الإنسان.

    اذا استمر حالنا هكذا من التفكك وعدم الترابط والجمود العاطفى والعنف داخل وخارج الأسرة ومن انتشار الجرائم فى المجتمع قد نصبح على عام 2050 مثل "الزومبى " الموتى الأحياء ينهش بعضا بعضا فلا توجد أخلاق ولا توجد مودة ولا تراحم ولا قيم ولادين وانتشار للعقوق وقلة الضمير والعنف
    إن قوة المجتمع ونهضته من قوة الأسرة ومتانة العلاقة بين أفرادها . . فإذا ساد التفكك الأسري، فإن المجتمع يفقد أهم رافد من روافد قوته واستقراره، ويعاني من الضعف والاضطراب، لأن التفكك الأسري يعطل الطاقات البشرية عن الإنتاج، ويدفعها إلى مجالات التخريب والتدمير ونشر الجريمة، وإشاعة الخوف بين الناس، وجعل العلاقات الاجتماعية بينهم أوهى من خيط العنكبوت، وكل هذا يعرقل مسيرة التطور والتنمية في المجتمع، ويقضي بالتخلف وفقد القوة الدافعة نحو التجديد والبناء.


    الرسالة ببساطة : "نحن مسلمون نتواصل مع جيراننا حتى ننشأ بيوت مشتركة ونحقق جوانب الحياة الخمس
    المتوازنة "الحب بذكاء"


    المقال بقلمي :

    دعاء حسن عبدالفتاح
    جمعية صناع الحياة
    11 - 1 - 2016



    آخر تعديل: ‏14 يناير 2016

مشاركة هذه الصفحة