1. ملصقات للواتس اب و آي مسج ، اكثر من ٥٠٠٠ ملصق سهل الاستخدام. لتحميل التطبيق
  1. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    شكراً لـ طيب كلماتكم ..
    نثرتم الورد بـ حضوركم ..
    تحاياي وتقديري ..

  2. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    الاعتراف الرابع
    يكفي انها امي


    في صباح اليوم اشعر بتأنيب الضمير فها أنا أسير عائدة من المدرسة وورقة الدعوة لمجلس الأمهات ممزقة في يدي.. لا داعي لأن أريها أمي.. فهي أصلاً لا تقرأ.. ولا داعي لحضورها حتى.. قطعتها إرباً أصغر ورميتها في الشارع والألم يغتالني..

    منذ أن دخلت المرحلة المتوسطة وأنا أحاول بكل استطاعتي أن لا ترى إحدى من صديقاتي أو معلماتي أمي.. لكني اليوم أشعر بتأنيب ضمير بشكل أشد.. فقد فزت بمركز الطالبة المثالية على مستوى المدرسة.. وهذه أول مرة يتم تكريمي فيها في حفل الأمهات.. لكن أمي لن تحضر.. أو بالأحرى.. لا أريدها أن تحضر..

    حين دخلت البيت كان التوتر والحزن بادياً عليّ..
    سألتني أمي بعطف..
    - ما بك يا بنيتي..؟ هل أزعجك شيء؟

    شعرت برغبة في البكاء لكني تماسكت..
    - لا شيء يا أمي.. فقط متعبة قليلاً من الدراسة..

    - الحمد لله.. إذاً ارتاحي في غرفتك وأنا سأحضر لك الغداء هناك..

    - شكراً يا أمي لا أريد.. نفسي "مسدودة"!

    أسرعت لغرفتي غيرت ملابسي وتوضأت وصليت.. ثم استلقيت على سريري.. يا الله.. ما أجمل الراحة! الحمد لله..

    نظرت لغرفتي.. إنها مرتبة.. كل شيء نظيف..
    مسكينة أمي.. حبيبتي.. إنها تتعب كثيراً من أجلي.. فرغم كبر سنها وعدم وجود خادمة تعينها إلا أنها تحاول قدر الإمكان ألا تتعبني معها في عمل البيت رغم إصرار أخواتي المتزوجات عليها بأن ترغمني على العمل..

    أخذت أفكر في حالي.. كم أنا مغرورة ومتعجرفة.. إنها تفعل كل ذلك من أجلي.. وأنا.. أنا.. أستحي منها وأخجل من أن تراها معلماتي وصديقاتي.. يا ربي.. أشعر بصراع داخلي رهيب.. صوت يقول.. حرام! مسكينة أمك.. لماذا تتنكرين لها هكذا وهي الأم الحنون التي تحبك؟.. وصوت يقول لي.. كلا!! أنت على حق.. لا يمكن أن تراها صديقاتك!! أمك إنسانة متخلفة!.. مسكينة تثير الشفقة والسخرية في نفس الوقت.. انظري لطريقة لباسها وكلامها.. ومفرق شعرها اللامع وكحل الإثمد الذي تضعه حول عينيها.. كيف سترينها صديقاتك اللاتي معظمهن أمهاتهن على قدر من العلم والثقافة والأناقة والمركز الاجتماعي؟!.. بالتأكيد سيسخرن منها.. وأنت لا تريدين ذلك؟!

    في إحدى المرات حين كنت في الصف السادس.. أذكر أنها حين أتت للمدرسة سألت إحدى المراقبات الإداريات المسؤولات عن الحضور والغياب عني!.. واعتقدت أنها معلمة فأخذت توصيها بي وتسألها أن ترحمني لأني أدرس طوال الوقت في البيت!! وكدت أموت من شدة الحرج يومها حين رأيت الإدارية تمسك زمام ضحكتها على أمي المسكينة..
    وحين توجهت للتسجيل في المرحلة المتوسطة.. أخذت تسأل المديرة عما إذا كان من الواجب أن نلتزم بلبس "الياقة" البيضاء حول الرقبة – مثل المرحلة الابتدائية.. وهنا كدت أموت أيضاً من شدة الحرج..

    آآه.. يا أمي.. ليتك تعلمين كم أحبك وأحرج في نفس الوقت من تصرفاتك.. لأني أتمنى أن تكوني دائماً أفضل الأمهات ولا أريد لأحد أن يسخر منك..

    أحياناً حين أنظر لأمي.. أشعر أنها مسكينة.. فهي لم تشعر بالحب مرة واحدة في حياتها.. فقد ولدت في بيئة قاسية.. ثم ترعرعت يتيمة وحيدة..
    وتزوجت وهي طفلة لرجل مسن حاد الطباع هو أبي.. أنجبت منه أحد عشر ابناً وابنة ورثوا عن أبيهم حدة طباعه وعصبيته – أنا أصغرهم.. وأنهك المرض والخرف جسم زوجها- أبي فلم يعد يعي شيئاً منذ دخلت أبواب المدرسة وفتحت نوافذ الحياة.. وها هي تعتني به حتى الآن رغم كبر سنها..
    فمن أين يمكن أن تكون ذاقت طعم الحب؟
    مسكينة..
    ذات يوم قلت لها وهي جالسة على أرض المطبخ تقوم بتنقية التمر وغسله استعداداً لكنزه..
    - يمه..

    - هلا..

    شعرت أني سأسألها سؤالاً قاسياً لكنه كان يدور في ذهني منذ مدة طويلة..
    - لقد عشت طفولة معذبة.. هل كان هناك من يحبك ويعطف عليك..؟

    سكتت وأخذت تفكر كمن صدمت بالسؤال..
    سقطت حبتين من التمر من يدها.. ثم مسحت رأسها بجانب ذراعها..
    وقالت..
    - إيه.. كانت هناك ابنة صغيرة من بنات عمي الذي رباني.. كانت تحبني وتعطف علي.. وحين يضربني عمي أو زوجته أو يحرماني من العشاء كانت تخفف من ألمي وبكائي وتعطيني بعض عشائها.. الله يرحمها.. كانت تحبني أكثر من أخوتها..

    - سبحان الله توفت؟!

    - نعم.. توفت.. أصيبت بحمى شديدة بعد موسم المطر.. ثلاث ليالٍ ثم توفت الله يشفع فيها.. كان عمرها تسع سنين وأنا عشر..

    - وبعدين..؟

    - ماذا؟

    - من أصبح يحبك ويعطف عليك بعدها؟

    - لا أحد..

    - لا أحد؟!

    وقفت تفكر بصمت وبوجوم.. ثم تداركت بسرعة..
    - طبعاً الله يخلي لي "عيالي" وأبوهم إن شاء الله.. وحاولت أن تستمر في عملها منشغلة عن هذا الحديث..

    في تلك الليلة.. أخذت أفكر.. أي معاناة عانتها أمي المسكينة في طفولتها.. وأي حرمان من الحب عاشته في حياتها.. ورغم كل ذلك الألم الذي تجرعته.. فإنها قادرة وبكل سخاء على منح الحب والعطف للآخرين مهما قسوا عليها.. كم هي حقاً إنسانة عظيمة تستحق التقدير.. وكم أنا غبية لأني لا أفتخر بأم مثلها..

    وفي الصباح حاولت أن أخبرها أن حفل الأمهات بعد يومين.. لكني وجدت نفسي أتوقف.. وأفكر في مسألة الإحراج مرة أخرى.. وفي مفرق الشعر.. ورائحة الحناء.. والحديث البسيط.. فأحجم عن مفاتحتها بالأمر..

    * * *

    وفي المدرسة.. وكأن الله أرادني أن أشعر بعظمة أمي.. جاءتني صديقتي نورة في الفسحة وجلست بقربي مع الشلة دون أن تتحدث.. شعرت أنها تريد أن تقول شيئاً لا تستطيع قوله أمام البنات..
    - نورة.. تقومين نتمشى؟
    قفزت بسرعة وكأنها كانت تنتظر هذه الدعوة بفارغ الصبر.. وما أن بدأنا نبتعد عن البنات حتى بدأت تفضفض لي ما بصدرها المثقل..
    - إنني متعبة.. متعبة جداً يا مريم.. أكاد أنهار من شدة الألم الذي في قلبي..

    - ماذا هناك.. خيراً إن شاء الله..؟!

    - أمي.. أمي.. إنها قاسية.. قاسية جداً علينا.. تخيلي يا مريم أننا لا نراها ولا نكلمها إلا نادراً ومع هذا فهي لا تواجهنا إلا بوجه متضايق غاضب دائماً..

    - لا ترونها؟.. كيف؟

    - أنت تعلمين أنها تعمل.. وهي تقضي بقية اليوم في النوم أو حضور المناسبات الاجتماعية أو الذهاب للنادي.. لذا فإننا لا نراها إلا قليلاً وتكون متعبة ومتوترة ولا تريد أن تستمع لنا..

    تركت نورة تكمل مشكلتها وأنا منبهرة فقالت وهي تخنق عبراتها..
    - بالأمس تناقشنا في موضوع بسيط.. فاحتد النقاش بسبب غضبها وتوترها.. هل تعرفين ماذا قالت لي؟.. قالت أنها لا تحبني ولا تطيقني.. بل تكرهني وتتمنى لو تراني أنا وأخوتي موتى أمامها لترتاح من همنا.. تخيلي!!

    صمت وأنا لا أزال مستغربة تماماً ولا أعرف ماذا أقول فأكملت وصوتها يرتجف بنبرة البكاء..
    - مريم!.. تخيلي.. تقول أنها تريد أن تراني ميتة أمامها.. لقد بكيت بالأمس.. بكيت ودعوت الله من كل قلبي أن أموت لأريحها بالفعل مني.. وأتخلص من معاملتها القاسية..

    - لا حول ولا قوة إلا بالله.. استعيذي بالله من الشيطان الرجيم يا نورة.. بالتأكيد هي لا تقصد ذلك..
    وأخذت أهدئها وأنا أرى خيال أمي الحبيبة البسيطة الحنونة.. وأقارنها بوالدة نورة.. الدكتورة في الكلية.. المثقفة.. الأنيقة.. ولكن الغير قادرة على منح أبسط وأغلى شيء.. وهو الحب..

    وفي يوم مجلس الأمهات.. قبضت على يد أمي في ساحة المدرسة وأخذت أعرفها على صديقاتي ومعلماتي بكل فخر.. كنت أعلم أنها امرأة بسيطة وغير متمدنة وقد تقول عبارات مضحكة.. لكنها في نظري أعظم وأسمى وأشرف أم.. يكفي أنها أمي.. وكفى

  3. هدوء المطر

    هدوء المطر سيدة جديدة

    وااااااااااااااااااااااااااااااااو القصه روعه روع وحزين بنفس الوقت اي والله في امهات وايد جذي وحسافه فيهم كلمة يمه عساني ما انحرم من امي والله موفرتلي كل شي والله وعسى عيني ما تبكيج يا اغلى واحلى ام وعسى الله يحفظ امهاتكم والله وحتى لو كانت فيها عيوب الدنيا والله لارضى فيها ويعطيج العافيه وح وح قلبوشتي
  4. BNT ZAYED

    BNT ZAYED سيدة جديدة

    كثير من الأمهات المتعلمات يفتقرن للحكمه والثقافه
    وكثير من الأمهات البسيطات تجد عندهن من الحكمه الكثير رغم بساطتها..
    الأم هي أعظم مخلوق يكفي أن الجنه تحت أقدامها المحبه الشريفه المعطاءه بلا مقابل فقط لأنها تحبك أكثر من نفسها حتى.." يكفي أنها أم "

    قصه جميله .. سلمت يداك غاليتي..
  5. رافايلو

    رافايلو فـــتــنـــــــة الحــــــرف

    قصة مؤثرة وااكد لك باني بعد وفاتها في القصة لم اكمل الباقي

    اسال الله ان ينفع بهذة القصص ويفتح بها ابواب البر والصلاح
  6. رافايلو

    رافايلو فـــتــنـــــــة الحــــــرف

    قصة مؤثرة وااكد لك باني بعد وفاتها في القصة لم اكمل الباقي

    اسال الله ان ينفع بهذة القصص ويفتح بها ابواب البر والصلاح
  7. ام فارس و صبا

    ام فارس و صبا سيدة جديدة

    يسلمووو ع القصه
  8. @بنفسج@

    @بنفسج@ @بنفسج المنتدى@

    الام مو بالمنصب ولا بالجاه ولا بالفلووس
    الام تضل ام مهاا كانت الظرووف..صحيح فيه امهاات قاسيااتومتبرين من بناتهم .. ولا والمشكله تقول حق مره الولد انتى بنتى... الله يسامحها ويهديهاااا
    هذا ابتلاء من رب العاالمين لا صارت الام قاسيه وقلبها مثل الحجر
    تقدرين تهجرين ناس و تهاوشين ناس وتبعدين عن ناس .. يضايقونج..
    بس امج شلون تبعدين عنهااااااا لا صارت سبه امراضج؟؟؟؟؟
    اسال الله انه يحنن قلب كل ام قاسيه على عيالهاا وتدعى عليهم بالمضره..ان الله يلين قلبها لهم ويسخره ويهديهااا لهم ...
    ومها سوت هالام فيهم
    والله والله عيااالهاا يحبووونهاااا اكثر من روحهم
  9. القصه حيييييييل مؤثيرررررره
  10. ريان التميمي

    ريان التميمي سيدة جديدة

    اليوم اول مره اقرا الموضوع حيل عجبني ودمعت عيوني خصوصا على اول قصه وعلى هذي القصه الاخيره

    مشكوووره قلبي على الموضوع المميز
  11. باختصااااار


    يكفي انها (( أمــــــــي ))
  12. وتر الابداع

    وتر الابداع سيدة جديدة

    لقصه عوووورت قلبي موثره حييييل
    الله يحنن قلب كل ام لعيالها يارب
    يكفي ان الجنه تحت اقدامها ومهما سويت ماراح اوفيها حقها
    الله يشفيك يـــمــه ولايحرمنا ولايحرمكم من امهاتكم يارب

    ابدعتي بالطرح ياقلبي الموضوووع رووووعه لاتحرمينا من هالمواضيع
    بيض الله وجهتس
  13. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    غالياتي ..
    شكراً لـ طيب كلماتكم ..
    لكم خالص الود وأدومه ..
    وانتظروني واعتراف جديد ..
  14. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    رحلتي مع الجمال . .

    منذ أن كنت في الخامسة وأنا لا أحب أبداً النظر إلى المرآة مثل بقية الأطفال
    كنت أعلم جيداً بغريزتي الطفولية أن شكلي لم يكن جذاباً بأية حال
    لكن علاقتي بالمرآة بدأت تزداد نفوراً أكثر فأكثر حين دخلت المرحلة المتوسطة
    وذات مرة حين تشاجرت مع موضي ابنة المديرة قالت لي بكل احتقار :اسكتي . . أيتها القبيحة
    كنت دائماً الفتاة الأقوى شخصية والأكثر دخولاً في المشاجرات
    وكان لساني مسموماً كما تقول أمي لكني يومها صدمت بالحقيقة التي صفعتني بها موضي وسكت لوهلة والدموع تغرق عيني ثم انهلت عليها ضرباً حتى لا يلاحظ أحد دموعي
    نظرت إلي المشرفة الاجتماعية بحدة كنت أعلم أنها تكرهني تماماً كما أكرهها.. لكني شعرت بالظلم يومها.. لأني كنت أعلم أنها لن تسمع كلامي.. ولن تفهمه أبداً..
    كنت أعلم أنها تنفر مني بسبب شكلي.. لكني أبديت الجمود التام..
    كانت تنظر لي بكل احتقار.. ثم صرخت في وجهي: (ألن تتأدبي يا بنت..؟ ألم يؤدبك أهلك ويربوك؟)
    سكتُّ وأنا أنظر إلى الأرض..
    التفتت نحو إحدى الإداريات بقربها ثم قالت هامسة بصوت خفيض جداً: (استغفر الله.. سوء خُلق وخلق!) .. لكني سمعتها.. ونزلت كلمتها كالسهم القاتل في قلبي.. لكني سكتُّ أيضاً..
    انتهى اليوم بضربي بشدة بالمسطرة على يدي.. ثم قرار بفصلي لمدة أسبوع..
    وحين عدت إلى البيت.. دخلت إلى غرفتي بهدوء.. وأقفلت الباب..
    ثم نظرت جيداً إلى المرآة..
    وجه أصفر، نحيف وطويل.. عينان جاحظتان.. أنف مقوس طويل.. فك بارز وأسنان متداخلة.. شعر خشن باهت ومنفوش بعد شجار اليوم..
    والجسم.. هزيل ونحيف جداً بالنسبة لحجم الرأس الكبير..
    مررت يدي على شعري.. ثم وجهي.. تلمست صدري الذي تبرز عظامه..
    لم أجد علامة واحدة للجمال أو الأنوثة..
    شعرت بعطف كبير على نفسي.. ولأول مرة أخذت أبكي بحرقة..
    كنت أعلم أني لست على أي قدر من الجمال.. لكني لم أكن مستعدة لتحمل المزيد من الإهانات في حياتي بسبب ذلك..
    ترى.. أهو ذنبي حتى أظلم بهذا الشكل.. أهو ذنبي حتى ينفر مني البعض فقط بسبب شكلي..
    هذا ما جعلني أحقد على العالم أجمع.. حتى أمي التي لم أسلم من تعليقاتها يوماً..
    (شين وقوي عين!) هذا ما تقوله أمي دائماً حين أصر على شيء.. موضي لم تكن لتستطيع إهانتي بأي شكل.. إلا بسبب شكلي.. إنها نقطة ضعفي التي يمسكني منها الآخرون دائماً..
    مرت مرحلة المتوسطة مليئة بالمشاحنات والحقد على الجميع حتى أصبحت منبوذة.. كنت كالقطة المتوحشة المستعدة لمهاجمة كل من يحاول مسها بأذى أو حتى يقترب منها.. كنت أحاول إخفاء الطفلة الحزينة في داخلي بالظهور بمظهر القوية الجامدة التي لا تهتم ولا تأبه بما يقوله الآخرون عنها..
    وحين وصلت للمرحلة الثانوية.. بدأت أشعر أني تعبت من ارتداء القناع.. وأني لم أعد قادرة على التمثيل أكثر من ذلك.. كان دور القوية صعباً ومتعباً ومؤلماً جداً.. ولم أكن قادرة على تقمصه بعد ذلك..
    ولسببٍ ما لا أعرفه.. بدأت أشعر بالانكسار.. والهدوء.. ثم الانعزال..
    كنت أجلس في آخر الصف.. بالكاد أعرف أحداً من زميلات الفصل.. وبالكاد تعرفني إحداهن..
    متجنبة أن أسبب أي أذى لأحد.. أو أن أتعرض أنا بدوري لأذى من أي شخص..
    في تلك الفترة.. بدأت أهتم بالقراءة.. لأقضي بها الوقت الطويل الذي أمضيه وحدي.. سواء في البيت أو المدرسة.. وبهذا أجد بعض السلوى عن انعزالي عن الناس..
    ولعدم وجود من يوجهني لما أقرأ.. وجدت نفسي أغرق في قراءة دواوين الشعر.. وبالذات شعر الغزل.. أصبحت أفكر طوال الوقت بهذه الأبيات وبالرومانسية الحالمة التي تسبح فيها.. حتى لم أعد أفكر بشيء سواها.. غرقت في تخيلات حالمة جميلة حول قصص الحب.. واقتنعت أنه الهدف الوحيد للحياة في هذا العالم.
    وكنت كلما غرقت في هذا التفكير أكثر، كلما شعرت بالأسى والحزن أكثر فأكثر على نفسي، وشعرت أني إنسانة ناقصة غير قادرة على تبادل الحب كغيري، وبالتالي غير قادرة على تحقيق هدف الحياة..
    جلب لي هذا التفكير إهمال كل ما حولي حتى تردى مستواي الدراسي.. وانقطعت علاقتي بشكل أكبر مع أسرتي.. أصبحت دائمة السرحان وحين كنت أجلس وحدي كنت أبكي دون سبب..
    حتى صحتي بدأت تتأثر أيضاً فكثرت أمراضي وساءت تغذيتي فازداد وجهي نحولاً وشحوباً.. مما زاد اكتئابي أكثر فأكثر..
    وذات مرة.. أصرت أمي أن أذهب معها إلى حفل زواج.. كنت أرفض المبدأ تماماً.. وهي تعلم أني لم أحضر أي حفل زواج منذ كنت في الصف السادس لأني لست بحاجة لمزيد من نظرات الاستغراب أو همسات الشفقة..
    لكنها – ولأول مرة- أصرت بشدة وأقسمت عليّ.. ربما لأنها كانت تريد أن تخرجني من حالة الانطواء والحزن التي كانت تثير شفقة كل أسرتي عليّ..
    شعرت أني في مأزق.. لكني أجبرت نفسي على ارتداء فستان قديم بدا واسعاً عليّ.. حاولت وضع بعض المكياج لكني لم أعرف كيف.. وحين جربت وضع ظل أزرق بدوت كمهرج مضحك.. غسلت وجهي ومعه دموعي.. ثم ذهبت للحفل كما أنا.. وبقيت صامتة طوال الوقت أجاهد دموعي حين أرى البعض يتهامس وينظر إليّ..
    في أحد الأيام.. طلبتني أبله هدى،مدرسة التاريخ، هذه الإنسانة أحبها لا أعرف لماذا.. تبدو كشخص يفهم ماذا تعني المشاعر.. واستغربت حين علمت أنها تريدني أن أشاركهم في أنشطة المصلى.. أنا؟.. المصلى؟
    كانت تريد مني أن أساعدها في إعداد النشرات وترتيب المكتبة وتجهيز اللوح وغيرها.. لوهلة.. فرحت..
    ثم فكرت.. ربما كانت مشفقة.. فقد رأتني أكثر من مرة أجلس لوحدي في الفسحة.. لكن.. حسناً.. لا بأس.. لأجرب..

  15. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    وبدأت التجربة.. وهناك.. اكتشفت أشياء كثيرة.. اكتشفت أن هناك أشياء كثيرة في الحياة أهم من الحب المادي البسيط الذي نجمع في بوتقته كل معاني الحياة.. هناك الحب الأعظم.. حب الحليم الرحيم.. الله.. الذي خلقني ووهبني النعم الكثيرة.. وهبني العقل والسمع والبصر وسخر لي السماء والأرض وكل شيء..
    الله الذي اختارني من بين الملايين لأكون مسلمة.. جعلني أسير.. وأتكلم وأسمع وأفهم.. منحني آلاف الآلاف من النعم العظيمة.. واختارني للابتلاء حتى يمحو ذنبي.. نعم.. حين خلقني بجمال بسيط كان يريد ابتلائي فهل أصبر أم سأكون من الكافرين بنعمه..
    يا الله.. يا مولاي وسيدي.. أحمدك.. كم أحبك يا الله.. منحتني هذه الحياة.. فيئست منها وكأني أتذمر من هذه الهبة العظيمة.. أمضيت وقتي في الحزن والتذمر ولم أفكر في التوجه إليك سبحانك..
    وبدأت أذوق طعم السعادة التي لم أذقها في حياتي.. وشعرت بالرضا عن نفسي.. بل بدأت أحبها وأحترمها.. وشيئاً فشيئاً بدأت ثقتي بنفسي تزداد حتى استطعت أن ألقي كلمة على الطالبات في المصلى عدة مرات.. كنت أشعر أنهن لا ينظرن إلى أسناني أو عينيَّ الجاحظتين بقدر ما ينظرن إلى الكلمات التي تخرج من قلبي..
    أصبح جدولي مليئاً بالأنشطة.. وأصبحت أواظب على حفظ أجزاء من القرآن مع جماعة المصلى.. أصبح لدي صديقات يضحكن ويمزحن معي دون أن أشعر بأي نقص عنهن.. لأن ما يجمع بيننا لم يكن علاقة دنيوية بسيطة تعتمد على المادة والمظهر والشكل.. العلاقة بيننا كانت أسمى من ذلك.. كانت علاقة أرواح.. علاقة حب في الله.. حبٌ لأجل الروح التي حلقت وسمت في فضاء الحمد والشكر لله..
    أصبحت أنظر لكل شيء بحب وجمال، حتى انعكس ذلك على حديثي وملابسي واهتمامي بنفسي التي أصبحت أحبها..
    وذات مرة طلبت مني والدتي مرافقتها لحفل زواج.. كدت أرفض في البداية لكني براً بها وحباً لها أجبتها.. يومها.. اخترت فستاناً بلون السماء يظهر من أطرافه الدانتيل الأبيض.. وارتديت طقماً لؤلؤياً ناعماً.. سرحت شعري القصير بعناية.. فقد أصبحت أحبه وأعتني به برفق.. حولت خشونته لتموج جميل مع استخدام كريم للشعر.. ثم وضعت شريطاً حريرياً أبيض تتدلى أطرافه على كتفي.. وضعت شيئاً من كريم الأساس تحت عيني الجاحظتين.. ولأول مرة أشعر بجمالها وأنتبه لطول رموشي السوداء..
    أمسكت بأحمر الشفاه وأنا مترددة.. كان فاتحاً وخفيفاً.. وبلون الورد.. وضعت شيئاً منه بخفة.. ثم وضعت تحت أذني زيتاً عطرياً برائحة الفل..
    وشعرت بنفسي لأول مرة.. كفتاة.. نظرت جيداً في المرآة.. يا إلهي.. لا أصدق.. إنها أنا!
    كان وجهي قد تغير وأصبح أكثر إشراقاً وعيني أكثر لمعاناً..
    ماذا حصل يا ترى.. كنت أعلم أنه لم يكن الفستان.. ولا المكياج.. ولا رائحة الفل..
    لقد كانت السعادة التي حين تنبع من روح الإنسان.. فإنها تنعكس جمالاً على وجهه ومن عينيه..
    وفي الحفل.. كنت أسير مع أمي بثقة وسعادة.. واستطعت لأول مرة أن أشاهد الآخرين بمنظار الحب لا منظار الحقد والكره.. فلم أر أي نظرة شفقة أو سخرية.. فهذا كله لم يكن سوى في مخيلتي المريضة..
    لقد عرفت أخيراً كيف تكون الفتاة جميلة حين تريد..
    حين تعرف.. أين يكمن الجمال..

  16. BNT ZAYED

    BNT ZAYED سيدة جديدة

    فعلا إذا تفكّر الإنسان في نعم الله عليه لما أحس يوما بأنه ناقص عن غيره فالله يعطي شي ويأخذ شي ويكون له حكمه في ذلك يرى مدى ايمانك وصبرك..
    وجمال الشكل لايعتبر مقياس فإنه يتلاشى مع الزمن أما جمال الروح يبقى إلى الأبد..
    على المرء أن يحب نفسه أولا حتى يستطيع أن يحب غيره..
    وأخيرا أجمل محبه هي المحبه فالله..
  17. السعادة حين تنبع من روح الإنسان.. فإنها تنعكس جمالاً على وجهه ومن عينيه..


    يعطيج العافيا وح وح

    اعجبتني القصه حيييييييييل *_*
  18. الجمال جمال الروح من داخل وليس من الخارج ..

    ولقد خلق الانسان فى احسن صوره ..


    وتسلم ايدج غلاتى
  19. رافايلو

    رافايلو فـــتــنـــــــة الحــــــرف

    على كل فتاة ان تتاكد بان ثقتها في نفسها لايبنيها احد سواها

    الجمال نعمة ولكن جمال الحقيقي هوالصحة والعافيه هو اعظم مراتب الجمال

    جمال العقل ورزانته وذكاءة وفطنتة وبداهته هو الجمال الحقيقي

    فالمراة بلاة تصبح مجرد قطعة اثاث جميلة لااكثر !!
  20. ((.. كـبريــــاء ..))

    ((.. كـبريــــاء ..)) سيدة جديدة

    الحمدلله على الخلقه ...........

    الله يعطيج العافيه حبيبتي

مشاركة هذه الصفحة