مرحلة النفاس تسمى فترة ما بعد الولادة بـ (النفاس). فبسبب الولادة يخرج من المرأة دم ليس لأقله مدة محددة؛ فقد ينقطع بعد الولادة مباشرة وقد يستمر أربعين يومًا وهي مدة أكثر النفاس[1]. كما أنه من الضروري مرور فترة من الزمن تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع بعد الولادة حتى يرجع الرحم والأعضاء التناسلية إلى طبيعتها الأولى. وفترة النفاس ينبغي أن تكون مليئة بالسعادة والتجارب البهيجة. وفي هذه الفترة يحدث لجسم الأم حدثان هامان أولهما رجوع الرحم إلى حجمه الطبيعي، والثاني تهيؤ الثديين للإرضاع. - الرحم: ينكمش الرحم بعد انتهاء وظيفته بصورة رشيقة وماهرة في فترة قصيرة تبلغ الستة أسابيع حتى يصبح وزنه 50 غرامًا بعد أن كان يزن حوالي الكيلوجرام بدون محتوياته، فبعد الولادة فورًا يعطي حجمه الكبير انتفاخًا واضحًا في أسفل البطن، وينقص وزنه إلى النصف بعد مضي أسبوع ثم يصبح صغيرًا جدًا لدرجة أنه يقع داخل تجويف الحوض ولا يعود بمقدورنا لمسه خلال جدار البطن بعد عشرة أيام. وتدعى عملية انكماش الرحم على نفسه هذه ونقصان حجمه ووزنه حوالي عشرين مرة (انطمار الرحم) وهي تنتج عن انكماش الخلايا العضلية نفسها مع امتصاص أكثر محتوياتها بواسطة الدورة الدموية. - الثديان: أما الثديان فإنهما يفرزان الحليب بعد ثلاثة أيام من الولادة، أما قبل ذلك فيفرز الثدي اللبأ وهو سائل لزج غني بالمواد البروتينية والهرمونات ويمد الطفل بالغذاء إلى أن يفرز الحليب. وبظهور الدرة يصبح الثدي أكبر حجمًا وأكثر امتلاء ويصبح الجلد فوقه مشدودًا بينما تكون الأوردة الدموية تحته محتقنة ومتورمة وبارزة بوضوح خلال الجلد. وقد تشعر الأم بآلام في الثديين في اليوم الذي تحدث فيه الدرة خصوصًا عند (الخروس) التي تقوم بالإرضاع لأول مرة. ولا تنتج هذه الحالة عن امتلاء الثدي بالحليب ولكنها تنتج عن احتقان الأوعية الدموية حولها عندما تبدأ غدد الحليب إفرازها ويكون هذا الاحتقان مؤقتًا وقلما يطول أكثر من ثمان وأربعين ساعة، وقد يخف الألم كثيرًا إذا وضعت المرضع على الثديين لفائف مثلجة أو إذا أُسندا بواسطة حمالة. وبزوال الاحتقان المؤقت يصبح الثديان بعدها أكثر نعومة وأقل إيلامًا. وتصاب كثير من الأمهات بآلام مختلفة مقرها حلمة الثدي في الأيام الأولى من الإرضاع وتنتج هذه الآلام عن شقوق أو جروح صغيرة في الحلمة. فإذا أصبح الإرضاع مؤلمًا فيمكن مراجعة الطبيبة للحصول على علاج سريع، وفي أغلب الأحيان تختفي جميع هذه الآلام بسرعة وسهولة عند استعمال العلاج المناسب. ومن الواجب على المرضع أن تعتني بنظافة الحلمة وينبغي غسلها قبل إرضاع الطفل بالماء المعقم، كما ينبغي تغطيتها بين الرضعات بقطعة من الشاش المعقم. ولا بد من التذكير بأن حليب الأم هو أفضل غذاء طبيعي يحتوي على أغلب المواد الغذائية التي يحتاجها الطفل للنمو، كما أنه يكون دومًا نظيفًا معقمًا جاهزًا وفي درجة حرارة مناسبة، ومن ناحية أخرى فإن الرضاعة الطبيعية تعجل في رجوع الرحم وأعضاء الأم التناسلية إلى طبيعتها الأولى، وهو أسهل للأم ومجاني. يضاف إلى هذا العلاقة الوثيقة والارتباط النفسي والعاطفي التي تولدها الرضاعة الطبيعية بين الأم وطفلها خلال الإرضاع. تعد مرحلة النفاس للمرأة التي ولدت حديثًا مرحلة نقاهة وراحة، ويجب على النفساء أن تولي هذه المرحلة عناية كبيرة حتى لا تصاب بالتلوث بالجراثيم، ومن أهم وجوه هذه العناية هي التغذية والنظافة والرياضة. فأما التغذية فستحتاج النفساء في هذه المرحلة إلى تغذية كافية لاستعادة كامل نشاطها بأسرع وقت ممكن وتعويض الدم الذي خسرته في الولادة؛ ويمكن تناول عدة أكواب من الحليب الطازج يوميًا فهو سيساعد أيضًا على إدرار الحليب، كذلك يمكن تناول عصير الفاكهة على أنواعها واللحوم والخضار والبيض والجبن. وأما النظافة فينبغي الاهتمام بنظافة الفرج وحفظه بعيدًا عن التعرض لأي عدوى، ويمكن تنظيف منطقة الفرج بواسطة قطعة معقمة من القطن والماء المفتر الممزوج بمطهر أو بدونه ثم تغطيته بلفافات معقمة وتغييرها عدة مرات خلال النهار، مع ملاحظة أنه إذا ما لامست القطعة التي يتم بها التنظيف منطقة الشرج فينبغي تغييرها كي لا تنتقل الجراثيم من الشرج إلى الفرج. وأما الرياضة فهي تساعد النفساء على استرداد قواها بسرعة وتساعد عضلات البطن على التقلص والانكماش وتعيد البطن والرحم إلى وضعهما السابق قبل الحمل وتقوي الجسم وتزيل الشحوم الناتجة عن الحمل. ويمكن للنفساء أن تبدأ ببعض التمارين الرياضية الخاصة بهذه الفترة بعد يومين أو ثلاثة من الولادة، وعلى كل حال فإن ذلك يتوقف على ظروف الولادة وحالة النفساء العامة وينبغي استشارة الطبيبة أولاً. وفيما يلي بعض التمارين التي يمكن ممارستها بعد الولادة [2].[*] هذا الموضوع منقول من كتاب عدنان الطرشه: «كيف تكونين ناجحةً ومحبوبةً». [1] لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: ((كانت النفساء تجلس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يومًا..)) رواه الخمسة إلا النسائي وقال الترمذي بعد هذا الحديث: قد أجمع أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم على أن النفساء تدع الصلاة أربعين يومًا، إلا أن ترى الطهر قبل ذلك، فإنها تغتسل وتصلي. فإذا رأت الدم بعد الأربعين: فإن أكثر أهل العلم قالوا: لا تدع الصلاة بعد الأربعين، وهو قول أكثر الفقهاء. (أبواب الطهارة، باب كم تمكث النُّفَسَاء). التمارين الرياضية لمرحلة النفاس التمارين الرياضية لمرحلة النفاس[*] التمرين الأول وضع الاسترخاء لإعادة الرحم إلى وضعه الطبيعي وتخفيف آلام الظهر والبطن. وضع وسادتين تحت الحوض والاسترخاء على البطن 30-60 دقيقة يوميًا في الأسبوعين الأولين بعد الولادة. التمرين الثاني للبطن 1- وضع الاستعداد 2- رفع الرأس مع شد القدمين 1- الرقود في وضع الاستعداد مع شهيق. 2- زفير ورفع الرأس مع شد القدمين للخلف. 3- العودة إلى وضع الاستعداد مع شهيق. تكرار التمرين 8 مرات. التمرين الثالث للبطن ضغط البطن باليدين 1- الرقود على الظهر مع ثني الرجلين ووضع اليدين على البطن وأخذ شهيق. 2- ضغط البطن باليدين مع الزفير، مع تغيير مكان الضغط ليشمل كل منطقة البطن. التكرار 8 مرات. التمرين الرابع للبطن 1، 4- وضع الاستعداد 2- مد الرجل 3- رفع الرجل 1- الرقود في وضع الاستعداد. 2- مد الرجل اليمنى للأمام. 3- رفع الرجل عالياً ببطء مع تحريك القدم للأمام والخلف باستمرار. 4- خفضها بنفس الطريقة لغاية وضع الاستعداد. تنفيذ الحركة بالرجل اليسرى. التكرار 3 مرات لكل رجل. التمرين الخامس للظهر 1، 3 ، 5- وضع الاستعداد 2- خفض الرجلين يمينًا 4- خفض الرجلين يسارًا 1- الرقود في وضع الاستعداد. 2- خفض الرجلين للجهة اليمنى لغاية لمس الأرض مع تحريك الرأس بالعكس للجهة اليسرى. 3- العودة إلى وضع الاستعداد. 4- خفض الرجلين للجهة اليسرى مع تحريك الرأس بالعكس للجهة اليمنى. 5- العودة إلى وضع الاستعداد. التكرار 8 مرات.[*] هذا الموضوع منقول من كتاب عدنان الطرشه: «كيف تكونين ناجحةً ومحبوبةً». الجماع بالنسبة للجماع؛ فمن المعروف أن فترة النفاس قد تطول أكثر من فترة الحيض فتصل إلى أربعين يومًا كحد أقصى، وما يُرى بعده من دم فهو استحاضة. أما أقل النفاس فلا حد له فقد ترى المرأة الدم لحظة واحدة بعد الولادة ثم ينقطع نهائيًا، ومتى انقطع الدم طهرت المرأة وجاز جماعها في الفرج. هذا من الوجهة الشرعية، ولكن من الوجهة الطبية فبعض الأطباء ينصحون بتحاشي الجماع بعد الولادة إلى أن يعود الرحم وأعضاء المرأة التناسلية نهائيًا إلى حالتها الطبيعية، وهذا يستغرق من ستة إلى ثمانية أسابيع. ويقولون بأن من أهم مخاطر الجماع في الأيام الأولى بعد الولادة تسرب الجراثيم إلى الرحم.
دااااااااااااااااااااااااايما معلوماتج مفيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيده بالتوفيق انشالله