إن من أسباب سعادة الزوج الكُبرى هو توقعه أن يكون أباً مسئولاً بعد تسعة أشهر من حمل زوجته ... وقد تتعجل الزوجة وتحاول أن تُحقق حُلم زوجها فتعلن أنها حامل !! وأن شهيتها للطعام قد قلت , وأنها تُريد أن تتقيأ في الصباح وكل ما الطير علا وطار !! وهذا ما يُطلق عليه : بوادر الحمل , أو ( الوحام ) .. وبدلاً من أن تقوم الزوجة بزيارة طبيبة مختصة أو إجراء التحاليل المعملية تكتفي بالأعراض وتأكيد أمها وجارتها الثرثارة !! ومن المؤلم أن يتصادف ذهابها إلى طبيبة أو طبيب قليل الخبرة فيؤكد لها أنها حامل ,, فيتضاعف ظنها وإعتقادها بأنها حامل ... وفي الموعد المُحدد تتلاشى تلك الأوهام وتتبخر ويظهر ما خفي وتأتي الحقيقة المُرة فاضحة وقاتلة : الحمل كاذب !! ومن هُنا سأهمس في اذنيكي سيدتي : سيدتي : بقدر ما يُسعد نبأ الحمل قلب الزوج فإن كذبه يؤلم ويوجع أكثر بكثير فلذلك مزيداً من الصبر والأمل في فضل الله تعالى وعطائه ,, ولكل شيء أوان وزمان ... أما النوع الأخر من الحمل ,, فنرى الزوجة تزور الأطباء بكثرة من أجل أن تحمل وعندما تأتي البشائر المؤكدة لصحة الحمل ( فحص اخصائية وتحاليل معملية ) فإن هذه الزوجة تُسارع في تغيير طبيعتها المرحة وبشاشتها وحُسن تعاملها وسرعة تجاوبها مع مُتطلبات بيتها وزوجها إلى العكس تماماً ... فتبدو مُقطبة الجبين وكثيرة الشكوى والتألم والتقيؤ أما الزوج حتى يكره هذا المنظر وينهض قبل أن يُكمل طعامه !! فيا عزيزتي الزوجة الحامل ( بصدق ) الحمل ليس مرضاً كما تظنين وتعتقدين إن كنتِ كذلك ,,,فلا يحق لكِ أن تتعاملي معه كعلة وتضجين بالشكوى وتتحججين بالمرض ... فالحمل فترة يحدث فيها تغيرات فسيولوجية ومزاجية ,, ولكن النساء الذكيات الواعيات يجعلن هذه الفترة تمر بسلام ويطلبن المعونة الطبية في الوقت اللازم إذا تطلب الأمر لتوقف القيء المُستمر والتألم الشديد ... مع تمنياتي لكن بحمل صادق وناجح وأجنة صحيحة سليمة وزوج عاقل مُتفهم لمرحلتكن الدلوعة ....
