1. ملصقات للواتس اب و آي مسج ، اكثر من ٥٠٠٠ ملصق سهل الاستخدام. لتحميل التطبيق
  1. ابرار

    ابرار سيدة جديدة

    بسم الله الرحمن الرحيم



    من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه





    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليمًا كثيرًا، أمَّا بعد:

    فإن للشهوات سلطانًا على النفوس، واستيلاءً وتمكنًا في القلوب، فترْكُها عزيز، والخلاص منها عسير، ولكن من اتقى الله كفاه، ومن استعان به أعانه {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3] وإنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، أمَّا من تركها مخلصًا لله فإنَّه لا يجد في تركها مشقة إلا أوَّل وهلة؛ ليمتحن أصادق في تركها أم كاذب؟ فإن صبر على تلك المشقة قليلاً استحالت لذة، وكلما ازدادت الرغبة في المحرم، وتاقت النفس إلى فعله، وكثرت الدواعي للوقوع فيه؛ عظم الأجر في تركه، وتضاعفت المثوبة في مجاهدة النفس على الخلاص منه.



    ولا ينافي التقوى ميل الإنسان بطبعه إلى الشهوات، إذا كان لا يغشاها، ويجاهد نفسه على بغضها، بل إن ذلك من الجهاد ومن صميم التقوى، ثم إن من ترك لله شيئًا عوضه الله خيرًا منه، والعوض من الله أنواع مختلفة، وأجلّ ما يعوض به: الأُنس بالله، ومحبته، وطمأنينة القلب بذكره، وقوّته، ونشاطه، ورضاه عن ربه تبارك وتعالى، مع ما يلقاه من جزاء في هذه الدنيا، ومع ما ينتظره من الجزاء الأوفى في العُقبى.

    نماذج لأمور من تركها لله عوضه الله خيرًا منها:

    1- من ترك مسألة الناس، ورجائهم، وإراقة ماء الوجه أمامهم، وعلَّق رجاءه بالله دون سواه، عوّضه خيرًا ممَّا ترك فرزقه حرية القلب، وعزة النفس، والاستغناء عن الخلق «ومن يتصبَّر يصبره الله ومن يستعفف يعفّه الله».

    2- ومن ترك الاعتراض على قدر الله، فسلَّم لربه في جميع أمره رزقه الله الرضا واليقين، وأراه من حسن العاقبة ما لا يخطر له ببال.

    3- ومن ترك الذهاب للعرَّافين والسَّحرة رزقه الله الصبر، وصدق التوكل، وتحقق التوحيد.

    4- ومن ترك التكالب على الدنيا جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة.

    5- ومن ترك الخوف من غير الله، وأفرد الله وحده بالخوف سَلِم من الأوهام، وأمنه الله من كل شيء، فصارت مخاوفه أمنًا وبردًا وسلامًا.

    6- من ترك الكذب، ولزم الصدق فيما يأتي ويذر، هُدي إلى البر، وكان عند الله صدّيقًا، ورُزق لسان صدق بين الناس، فسودوه، وأكرموه، وأصاخوا السمع لقوله.

    7- ومن ترك المراء وإن كان محقًا ضمن له بيت في ربض الجنة، وسلم من شر اللجاج والخصومة، وحافظ على صفاء قلبه، وأمن من كشف عيوبه.

    8- ومن ترك الغش في البيع والشراء زادت ثقة الناس به، وكثر إقبالهم على سلعته.

    9- ومن ترك الرِّبا، وكسب الخبيث بارك الله في رزقه، وفتح له أبواب الخيرات والبركات.

    10- ومن ترك النظر إلى المحرَّم عوضه الله فراسة صادقة، ونورًا وجلاءً، ولذة يجدها في قلبه.

    11- ومن ترك البخل، وآثر التكرم والسخاء أحبه الناس، واقترب من الله ومن الجنة، وسلم من الهمِّ والغمِّ وضيق الصدر، وترقَّى في مدارج الكمال ومراتب الفضيلة {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. [التغابن:16]، [الحشر:9]

    12- ومن ترك الكِبر، ولزم التواضع كَمُل سؤدده، وعلا قدره، وتناهى فضله، قال -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيما رواه مسلم في الصحيح: «ومن تواضع لله رفعه».

    13- ومن ترك المنام ودفأه ولذته، وقام يصلِّي لله عزَّ وجلّ عوَّضه الله فرحًا، ونشاطًا، وأنسًا.

    14- ومن ترك التدخين، وكافة المسكرات والمخدرات أعانه الله، وأمده بألطاف من عنده، وعوضه صحة وسعادة حقيقية، لا تلك السعادة الوهمية العابرة.

    15- ومن ترك الانتقام والتشفِّي مع قدرته على ذلك، عوضه الله انشراحًا في الصدر، وفرحًا في القلب؛ ففي العفو من الطمأنينة والسكينة والحلاوة وشرف النفس، وعزها، وترفعها ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام.

    قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: «وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا».

    16- ومن ترك صحبة السوء التي يظن أن بها منتهى أنسه، وغاية سروره، عوضه الله أصحابًا أبرارًا، يجد عندهم المتعة والفائدة، وينال من جراء مصاحبتهم ومعاشرتهم خيري الدنيا والآخرة.

    17- ومن ترك كثرة الطعام سلم من البطنة، وسائر الأمراض، لأن من أكل كثيرًا شرب كثيرًا، فنام كثيرًا، فخسر كثيرًا.

    18- ومن ترك المماطلة في الدَّين أعانه الله، وسدد عنه بل كان حقا على الله عونه.

    19- ومن ترك الغضب حفظ على نفسه عزتها وكرامتها، ونأى بها عن ذل الاعتذار ومغبة الندم، ودخل في زمرة المتقين {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}. [آل عمران: 134]

    جاء رجل إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: يا رسول الله أوصني! قال: «لا تغضب» رواه البخاري.

    قال الماوردي -رحمه الله-: "فينبغي لذي اللب السوي والحزم القوي أن يتلقى قوة الغضب بحلمه فيصدها، ويقابل دواعي شرته بحزمه فيردها؛ ليحظى بأجل ِّالخيرة، ويسعد بحميد العاقبة ".

    وعن أبي عبلة قال: "غضب عمر بن عبد العزيز يومًا غضبًا شديدًا على رجل، فأمر به، فأحضر وجُرِّد، وشُدَّ في الحبال، وجيء بالسياط، فقال: خلوا سبيله؛ أما إني لولا أن أكون غضبانًا لسؤتك، ثم تلا قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}."

    20- ومن ترك الوقيعة في أعراض الناس والتعرض لعيوبهم ومغامزهم، عُوِّض بالسلامة من شرهم، ورزق التبصر في نفسه.

    قال الأحنف بن قيس- رضي الله عنه-: "من أسرع إلى الناس في ما يكرهون قالوا فيه مالا يعلمون".

    وقالت أعرابية توصي ولدها: "إياك و التعرض للعيوب فتتخذ غرضًا، و خليق ألا يثبت الغرض على كثرة السهام و قلما اعتورت السهام غرضًا حتى يهي ما اشتد من قوته".

    قال الشافعي- رحمه الله -:

    المرء إن كان مؤمنًا ورعًا= أشغله عن عيوب الورى ورعه

    كمـا السقيم العليل أشغله= عـن وجـع الناس كلهم وجعه



    21- ومن ترك مجاراة السفهاء، وأعرض عن الجاهلين حمى عرضه، وأراح نفسه، وسلم من سماع ما يؤذيه {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199].

    22- ومن ترك الحسد سلم من أضراره المتنوعة؛ فالحسد داء عضال، وسم قتَّال ومسلك شائن، وخلق لئيم، ومن لؤم الحسد أنه موكل بالأدنى فالأدنى من الأقارب، والأكفاء، والخلطاء، والمعارف، والإخوان.

    قال بعض الحكماء: "ما رأيت ظالمًا أشبه بمظلوم من الحسود، نفس دائم، وهم لازم، وقلب هائم".

    23- ومن سلم من سوء الظن بالناس سلم من تشوش القلب، واشتغال الفكر، فإساءة الظن تفسد المودة، وتجلب الهم والكدر، ولهذا حذرنا الله عز وجل منها فقال: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12]. وقال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» رواه البخاري ومسلم.

    24- ومن اطَّرح الدعة والكسل، وأقبل على الجد والعمل، علت همّته، وبورك له في وقته، فنال الخير الكثير في الزمن اليسير.




    ومن هجراللذات نال المنى..
    ومن أكب على اللذات عض على اليد..


    25- ومن ترك تطلب الشهرة وحب الظهور رفع الله ذكره، ونشر فضله، وأتته الشهرة تُجَرِّرُ أذيالها.

    26- ومن ترك العقوق، فكان بَرًَّا بوالديه، رضي الله عنه، ورزقه الله الأولاد الأبرار وأدخله الجنة في الآخرة.

    27- ومن ترك قطيعة أرحامه، فواصلهم، وتودد إليهم، واتقى الله فيهم، بسط الله له في رزقه، ونَسَأ له في أثره، ولا يزال معه ظهير من الله مادام على تلك الصلة.

    28- ومن ترك العشق، وقطع أسبابه التي تمده، وتجرَّع غصص الهجر، ونار البعاد في بداية أمره وأقبل على الله بكليته رُزِقَ السلوَّ، وعزة النفس، وسلم من اللوعة والذلة والأسر، ومُليء قلبه حريةً ومحبة لله -عزَّ وجل- تلك المحبة التي تلم شعث القلب، وتسد خلته، وتشبع جوعته، وتغنيه من فقره؛ فالقلب لا يسر ولا يفلح، ولا يطيب ولا يسكن، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبه والإنابة إليه.

    29- ومن ترك العبوس والتقطيب، واتصف بالبشر والطلاقة؛ لانت عريكته، ورقت حواشيه، وكثر محبوه، وقل شانؤوه.
    قال - صلى الله عليه وسلم -: «تبَسُّمك في وجه أخيك صدقة» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب.

    قال ابن عقيل الحنبلي: "البشر مُؤَنِّسٌ للعقول، ومن دواعي القبول، والعبوس ضده".





    وبالجملة فمن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.



    فالجزاء من جنس العمل {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7-8]






    مثال على "من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه"



    وإذا أردت مثالاً جليًا، يبين لك أن من ترك شيئًا لله عوضه خيرًا منه، فانظر إلى قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز، فلقد راودته عن نفسه فاستعصم، مع ما اجتمع له من دواعي المعصية، فلقد اجتمع ليوسف ما لم يجتمع لغيره، وما لو اجتمع كله أو بعضه لغيره لربما أجاب الداعي، بل إن من الناس من يذهب لمواقع الفتن بنفسه، ويسعى لحتفه بظلفه، ثم يبوء بعد ذلك بالخسران المبين، في الدنيا والآخرة إن لم يتداركه الله برحمته.

    أما يوسف عليه السلام فقد اجتمع له من دواعي الزنا ما يلي:

    1- أنه كان شابًا، وداعية الشباب إلى الزنا قوية.
    2- أنه كان عزبًا، وليس له ما يعوضه ويرد ش___ه.
    3- أنه كان غريبًا، والغريب لا يستحيي في بلد غربته مما يستحيي منه بين أصحابه ومعارفه.
    4- أنه كان مملوكًا، فقد اشتري بثمن بخس دراهم معدودة، والمملوك ليس وازعه كوازع الحر.
    5- أن المرأة كانت جميلة.
    6- أن المرأة ذات منصب عال.
    7- أنها سيدته.
    8- غياب الرقيب.
    9- أنها قد تهيّأت له.
    10- أنها غلقت الأبواب.
    11- أنها هي التي دعته إلى نفسها.
    12- أنها حرصت على ذلك أشد الحرص.
    13- أنها توعدته إن لم يفعل بالصغار.

    ومع هذه الدواعي صبر إيثارًا واختيارًا لما عند الله، فنال السعادة والعزّ في الدنيا، وإن له للجنة في العقبى، فلقد أصبح السيد، وأصبحت امرأة العزيز فيما بعد كالمملوكة عنده، وقد ورد أنها قالت: "سبحان من صير الملوك بذل المعصية مماليك، ومن جعل المماليك بعز الطاعة ملوكًا".




    فحري بالعاقل الحازم، أن يتبصّر في الأمور، وينظر في العواقب، وألا يؤثر اللذة الحاضرة الفانية على اللذة الآجلة الباقية.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
    _______________________________________


    استغفر الله لي ولوالدي ولمن له حقا علي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات 00يارب سخر لي زوجي واهدي اولادي ولا تضرهم وارزقني برهم 00سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 00

    اخواتي ادعولي بالذريه الصالحه
  2. ابرار

    ابرار سيدة جديدة

    النار لا تفنى ولا يفنى أهلها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






    توعد الله الكفار والملحدين بالنار ( لابثين فيها أحقابا) فهل عذابهم في النار مستمر أبداً ، إن كان كذلك فهل هذا يتعارض مع عدل الله ورحمته ؟ أم أن عذابهم يستمر لإحقاب الله يعلمها ، إن كان كذلك فما مصيرهم بعد ذلك ؟ ولم يرد ذكرٌ لذلك في القرآن أو السنة ؟.



    الحمد لله الذي عليه أهل السنة والجماعة أن النار لا تفنى ولا تبيد ، ولا يخرج منها إلا عصاة الموحدين ، أما الكفرة والملحدون فهم فيها خالدون .
    قال الإمام ابن حزم في كتابه " مراتب الإجماع ": ( وأن النار حق ، وأنها دار عذاب لا تفنى ، ولا يفنى أهلها بلا نهاية ).
    وقال في كتابه " الفصل في الملل والأهواء والنحل " : ( اتفقت فرق الأمة كلها على أنه لا فناء للجنة ولا لنعيمها ، ولا للنار ولا لعذابها ، إلا الجهم بن صفوان وأبا الهذيل العلاف وقوما من الروافض ، فأما جهم فقال : إن الجنة والنار يفنيان ويفنى أهلهما ، وقال أبو الهذيل : إن الجنة والنار لا يفنيان ، ولا يفنى أهلهما ، إلا أن حركاتهم تفنى ، ويبقون بمنزلة الجماد لا يتحركون وهم في ذلك أحياء متلذذون أو معذبون.
    وقالت تلك الطائفة من الروافض : إن أهل الجنة يخرجون من الجنة ، وكذلك أهل النار من النار إلى حيث شاء الله) [ الفصل 4/145 ط. دار الجيل].


    وقال الطحاوي في عقيدته : ( والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ولاتبيدان ).


    وقد تضافرت أدلة الكتاب والسنة على تقرير هذا المعتقد ، فمن ذلك قوله تعالى : ( ولهم عذاب مقيم ) المائدة/37 ، وقوله : ( لا يُفَتَّر عنهم وهم فيه مبلسون ) الزخرف/75 ، وقوله : ( خالدين فيها أبدا) البينة/8 ، وقوله : ( وما هم منها بمخرجين ) الحجر/48 ، وقوله : ( وما هم بخارجين من النار) البقرة/167 ، وقوله : ( ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) الأعراف/40 ، وقوله : ( لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ) فاطر/36 .


    ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : ( يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح ، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال : يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون : نعم هذا الموت .
    قال : ويقال : يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون : نعم هذا الموت.
    فيؤمر به فيذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ) ". رواه مسلم (5087) من حديث أبي سعيد الخدري.


    فهذا النص الصحيح الصريح لا يدع مجالا للشك في هذه الحقيقة ، وهي أن أهل النار خالدون فيها لا يموتون ولا يخرجون ، كما أن أهل الجنة في الجنة خالدون .


    قال شارح الطحاوية : ( وقد دلت السنة المستفيضة أنه يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله . وأحاديث الشفاعة صريحة في خروج عصاة الموحدين من النار ، وأن هذا حكم مختص بهم ، فلو خرج الكفار منها لكانوا بمنزلتهم ، ولم يختص الخروج بأهل الإيمان ) انتهى من شرح الطحاوية ص 430 ط. المكتب الإسلامي.


    وأما قوله تعالى عن أهل النار : ( لابثين فيها أحقابا لا يذوقون بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا ) النبأ/23-25 ، فالمراد كما قال القرطبي رحمه الله ( أي ما كثين في النارما دامت الأحقاب ، وهي لا تنقطع ، فكلما مضى حُقُب جاء حُقُب ، والحقب بضمتين : الدهر ، والأحقاب : الدهور ، والحقبة ، بالكسر : السنة ، والجمع حِقب ... والحُقْب بالضم والسكون : ثمانون سنة ، وقيل أكثر من ذلك على ما يأتي ، والجمع : أحقاب . والمعنى في الآية : لابثين فيها أحقاب الآخرة التي لا نهاية لها ؛ فحذف الآخرة لدلالة الكلام عليه ؛ إذ في الكلام ذكر الآخرة ، وهو كما يقال : أيام الآخرة ، أي أيام بعد أيام إلى غير نهاية ، وإنما كان يدل على التوقيت لو قال : خمسة أحقاب أو عشرة أحقاب ونحوه . وذكر الأحقاب لأن الحقُب كان أبعد شيء عندهم ، فتكلم بما تذهب إليه أوهامهم ويعرفونها ، وهي كناية عن التأبيد ، أي يمكثون فيها أبدا . وقيل: ذكر الأحقاب دون الأيام لأن الأحقاب أهول في القلوب وأدل على الخلود ، والمعنى متقارب .


    وهذا الخلود في حق المشركين ، ويمكن حمل الآية على العصاة الذي يخرجون من النار بعد أحقاب .


    وقيل : الأحقاب وقت لشربهم الحميم والغساق ، فإذا انقضت فيكون لهم نوع آخر من العقاب ، ولهذا قال ( لابثين فيها أحقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا ) . انتهى من تفسير القرطبي رحمه الله.


    وأما قوله تعالى : ( فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق . خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ) هود/106،107، فقد ذكر القرطبي رحمه الله في تفسيرها أحد عشر قولا كلها تدل على خلود الكفار في النار وتأبيدهم فيها ، ومن هذه الأقوال : ( أن الاستثناء إنما هو للعصاة من المؤمنين في إخراجهم بعد مدة من النار ، وعلى هذا يكون قوله ( فأما الذين شقوا ) عاما في الكفرة والعصاة ، ويكون الاستثناء من ( خالدين ) ، وفي الصحيح من حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يدخل ناس جهنم حتى إذا صاروا كالحُممة أخرجوا منها ودخلوا الجنة فيقال هؤلاء الجهنميون" ) . رواه البخاري (6896)


    ومنها : ( أن "إلا" بمعنى " سوى " كما تقول في الكلام : ما معي رجل إلا زيد ، ولي عليك ألا درهم إلا الألف التي لي عليك. فالمعنى : ما دامت السموات والأرض سوى ما شاء ربك من الخلود) وقد تركنا ذكر بقية الأوجه اختصارا فراجعها فإنه نافعة جدا.


    وبهذا يعلم أن ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع من خلود النار وأهلها ، لم يعارضه نص صحيح صريح من كتاب الله ولا من سنة رسوله ، ولا من آثار الصحابة والتابعين .


    وبهذا يتم الجواب عن قولك : أم أن عذابهم يستمر لأحقاب الله يعلمها ، إن كان كذلك فما مصيرهم بعد ذلك ؟ ولم يرد ذكرٌ لذلك في القرآن أو السنة ؟


    فيقال : بل ورد ما ذكرنا لك من النصوص ، وغيرها مما لم نذكره ، ما يقرر معتقد أهل السنة في هذه المسألة ، وكون النصوص لم تذكر شيئا عن مصيرهم بعد الأحقاب ، يدل على ما ذكرنا من أنها أحقاب لا تتناهى ، ولا تنقطع ، أعاذنا الله وإياك من ذلك.


    وليس فيما ذكر تعارض مع عدل الله ورحمته ، بل هذا هو مقتضى عدله وحكمته ، كما قال سبحانه : ( والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالح غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير) فاطر/36،37 .


    وقال جل وعلا : ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون. لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون. وما ظلمناهم ولكن هم الظالمون . ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون . لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ) الزخرف/74-78.


    وقال سبحانه : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين . مالكم كيف تحكمون) القلم/34،35


    وقال : ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون ) الجاثية/21،22


    وقال : ( إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون) يونس/4.
    ومن تدبر هذه الآيات المباركات أيقن أن الله حكيم عليم رحيم لا يظلم الناس مثقال ذرة ، وما ربك بظلام للعبيد.


    وهو سبحانه ( لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون) الأنبياء/23
    والله أعلم.

    اللهم لا تذرني فردا وانت خير الوارثين

    ادعولي بالذريه الصالحه
  3. ابرار

    ابرار سيدة جديدة

    بسم الله الرحمن الرحيم



    من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه





    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليمًا كثيرًا، أمَّا بعد:

    فإن للشهوات سلطانًا على النفوس، واستيلاءً وتمكنًا في القلوب، فترْكُها عزيز، والخلاص منها عسير، ولكن من اتقى الله كفاه، ومن استعان به أعانه {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3] وإنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، أمَّا من تركها مخلصًا لله فإنَّه لا يجد في تركها مشقة إلا أوَّل وهلة؛ ليمتحن أصادق في تركها أم كاذب؟ فإن صبر على تلك المشقة قليلاً استحالت لذة، وكلما ازدادت الرغبة في المحرم، وتاقت النفس إلى فعله، وكثرت الدواعي للوقوع فيه؛ عظم الأجر في تركه، وتضاعفت المثوبة في مجاهدة النفس على الخلاص منه.



    ولا ينافي التقوى ميل الإنسان بطبعه إلى الشهوات، إذا كان لا يغشاها، ويجاهد نفسه على بغضها، بل إن ذلك من الجهاد ومن صميم التقوى، ثم إن من ترك لله شيئًا عوضه الله خيرًا منه، والعوض من الله أنواع مختلفة، وأجلّ ما يعوض به: الأُنس بالله، ومحبته، وطمأنينة القلب بذكره، وقوّته، ونشاطه، ورضاه عن ربه تبارك وتعالى، مع ما يلقاه من جزاء في هذه الدنيا، ومع ما ينتظره من الجزاء الأوفى في العُقبى.

    نماذج لأمور من تركها لله عوضه الله خيرًا منها:

    1- من ترك مسألة الناس، ورجائهم، وإراقة ماء الوجه أمامهم، وعلَّق رجاءه بالله دون سواه، عوّضه خيرًا ممَّا ترك فرزقه حرية القلب، وعزة النفس، والاستغناء عن الخلق «ومن يتصبَّر يصبره الله ومن يستعفف يعفّه الله».

    2- ومن ترك الاعتراض على قدر الله، فسلَّم لربه في جميع أمره رزقه الله الرضا واليقين، وأراه من حسن العاقبة ما لا يخطر له ببال.

    3- ومن ترك الذهاب للعرَّافين والسَّحرة رزقه الله الصبر، وصدق التوكل، وتحقق التوحيد.

    4- ومن ترك التكالب على الدنيا جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة.

    5- ومن ترك الخوف من غير الله، وأفرد الله وحده بالخوف سَلِم من الأوهام، وأمنه الله من كل شيء، فصارت مخاوفه أمنًا وبردًا وسلامًا.

    6- من ترك الكذب، ولزم الصدق فيما يأتي ويذر، هُدي إلى البر، وكان عند الله صدّيقًا، ورُزق لسان صدق بين الناس، فسودوه، وأكرموه، وأصاخوا السمع لقوله.

    7- ومن ترك المراء وإن كان محقًا ضمن له بيت في ربض الجنة، وسلم من شر اللجاج والخصومة، وحافظ على صفاء قلبه، وأمن من كشف عيوبه.

    8- ومن ترك الغش في البيع والشراء زادت ثقة الناس به، وكثر إقبالهم على سلعته.

    9- ومن ترك الرِّبا، وكسب الخبيث بارك الله في رزقه، وفتح له أبواب الخيرات والبركات.

    10- ومن ترك النظر إلى المحرَّم عوضه الله فراسة صادقة، ونورًا وجلاءً، ولذة يجدها في قلبه.

    11- ومن ترك البخل، وآثر التكرم والسخاء أحبه الناس، واقترب من الله ومن الجنة، وسلم من الهمِّ والغمِّ وضيق الصدر، وترقَّى في مدارج الكمال ومراتب الفضيلة {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. [التغابن:16]، [الحشر:9]

    12- ومن ترك الكِبر، ولزم التواضع كَمُل سؤدده، وعلا قدره، وتناهى فضله، قال -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيما رواه مسلم في الصحيح: «ومن تواضع لله رفعه».

    13- ومن ترك المنام ودفأه ولذته، وقام يصلِّي لله عزَّ وجلّ عوَّضه الله فرحًا، ونشاطًا، وأنسًا.

    14- ومن ترك التدخين، وكافة المسكرات والمخدرات أعانه الله، وأمده بألطاف من عنده، وعوضه صحة وسعادة حقيقية، لا تلك السعادة الوهمية العابرة.

    15- ومن ترك الانتقام والتشفِّي مع قدرته على ذلك، عوضه الله انشراحًا في الصدر، وفرحًا في القلب؛ ففي العفو من الطمأنينة والسكينة والحلاوة وشرف النفس، وعزها، وترفعها ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام.

    قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: «وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا».

    16- ومن ترك صحبة السوء التي يظن أن بها منتهى أنسه، وغاية سروره، عوضه الله أصحابًا أبرارًا، يجد عندهم المتعة والفائدة، وينال من جراء مصاحبتهم ومعاشرتهم خيري الدنيا والآخرة.

    17- ومن ترك كثرة الطعام سلم من البطنة، وسائر الأمراض، لأن من أكل كثيرًا شرب كثيرًا، فنام كثيرًا، فخسر كثيرًا.

    18- ومن ترك المماطلة في الدَّين أعانه الله، وسدد عنه بل كان حقا على الله عونه.

    19- ومن ترك الغضب حفظ على نفسه عزتها وكرامتها، ونأى بها عن ذل الاعتذار ومغبة الندم، ودخل في زمرة المتقين {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}. [آل عمران: 134]

    جاء رجل إلى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: يا رسول الله أوصني! قال: «لا تغضب» رواه البخاري.

    قال الماوردي -رحمه الله-: "فينبغي لذي اللب السوي والحزم القوي أن يتلقى قوة الغضب بحلمه فيصدها، ويقابل دواعي شرته بحزمه فيردها؛ ليحظى بأجل ِّالخيرة، ويسعد بحميد العاقبة ".

    وعن أبي عبلة قال: "غضب عمر بن عبد العزيز يومًا غضبًا شديدًا على رجل، فأمر به، فأحضر وجُرِّد، وشُدَّ في الحبال، وجيء بالسياط، فقال: خلوا سبيله؛ أما إني لولا أن أكون غضبانًا لسؤتك، ثم تلا قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}."

    20- ومن ترك الوقيعة في أعراض الناس والتعرض لعيوبهم ومغامزهم، عُوِّض بالسلامة من شرهم، ورزق التبصر في نفسه.

    قال الأحنف بن قيس- رضي الله عنه-: "من أسرع إلى الناس في ما يكرهون قالوا فيه مالا يعلمون".

    وقالت أعرابية توصي ولدها: "إياك و التعرض للعيوب فتتخذ غرضًا، و خليق ألا يثبت الغرض على كثرة السهام و قلما اعتورت السهام غرضًا حتى يهي ما اشتد من قوته".

    قال الشافعي- رحمه الله -:

    المرء إن كان مؤمنًا ورعًا= أشغله عن عيوب الورى ورعه

    كمـا السقيم العليل أشغله= عـن وجـع الناس كلهم وجعه



    21- ومن ترك مجاراة السفهاء، وأعرض عن الجاهلين حمى عرضه، وأراح نفسه، وسلم من سماع ما يؤذيه {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199].

    22- ومن ترك الحسد سلم من أضراره المتنوعة؛ فالحسد داء عضال، وسم قتَّال ومسلك شائن، وخلق لئيم، ومن لؤم الحسد أنه موكل بالأدنى فالأدنى من الأقارب، والأكفاء، والخلطاء، والمعارف، والإخوان.

    قال بعض الحكماء: "ما رأيت ظالمًا أشبه بمظلوم من الحسود، نفس دائم، وهم لازم، وقلب هائم".

    23- ومن سلم من سوء الظن بالناس سلم من تشوش القلب، واشتغال الفكر، فإساءة الظن تفسد المودة، وتجلب الهم والكدر، ولهذا حذرنا الله عز وجل منها فقال: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12]. وقال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» رواه البخاري ومسلم.

    24- ومن اطَّرح الدعة والكسل، وأقبل على الجد والعمل، علت همّته، وبورك له في وقته، فنال الخير الكثير في الزمن اليسير.




    ومن هجراللذات نال المنى..
    ومن أكب على اللذات عض على اليد..


    25- ومن ترك تطلب الشهرة وحب الظهور رفع الله ذكره، ونشر فضله، وأتته الشهرة تُجَرِّرُ أذيالها.

    26- ومن ترك العقوق، فكان بَرًَّا بوالديه، رضي الله عنه، ورزقه الله الأولاد الأبرار وأدخله الجنة في الآخرة.

    27- ومن ترك قطيعة أرحامه، فواصلهم، وتودد إليهم، واتقى الله فيهم، بسط الله له في رزقه، ونَسَأ له في أثره، ولا يزال معه ظهير من الله مادام على تلك الصلة.

    28- ومن ترك العشق، وقطع أسبابه التي تمده، وتجرَّع غصص الهجر، ونار البعاد في بداية أمره وأقبل على الله بكليته رُزِقَ السلوَّ، وعزة النفس، وسلم من اللوعة والذلة والأسر، ومُليء قلبه حريةً ومحبة لله -عزَّ وجل- تلك المحبة التي تلم شعث القلب، وتسد خلته، وتشبع جوعته، وتغنيه من فقره؛ فالقلب لا يسر ولا يفلح، ولا يطيب ولا يسكن، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبه والإنابة إليه.

    29- ومن ترك العبوس والتقطيب، واتصف بالبشر والطلاقة؛ لانت عريكته، ورقت حواشيه، وكثر محبوه، وقل شانؤوه.
    قال - صلى الله عليه وسلم -: «تبَسُّمك في وجه أخيك صدقة» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن غريب.

    قال ابن عقيل الحنبلي: "البشر مُؤَنِّسٌ للعقول، ومن دواعي القبول، والعبوس ضده".





    وبالجملة فمن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.



    فالجزاء من جنس العمل {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7-8]






    مثال على "من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه"



    وإذا أردت مثالاً جليًا، يبين لك أن من ترك شيئًا لله عوضه خيرًا منه، فانظر إلى قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز، فلقد راودته عن نفسه فاستعصم، مع ما اجتمع له من دواعي المعصية، فلقد اجتمع ليوسف ما لم يجتمع لغيره، وما لو اجتمع كله أو بعضه لغيره لربما أجاب الداعي، بل إن من الناس من يذهب لمواقع الفتن بنفسه، ويسعى لحتفه بظلفه، ثم يبوء بعد ذلك بالخسران المبين، في الدنيا والآخرة إن لم يتداركه الله برحمته.

    أما يوسف عليه السلام فقد اجتمع له من دواعي الزنا ما يلي:

    1- أنه كان شابًا، وداعية الشباب إلى الزنا قوية.
    2- أنه كان عزبًا، وليس له ما يعوضه ويرد ش___ه.
    3- أنه كان غريبًا، والغريب لا يستحيي في بلد غربته مما يستحيي منه بين أصحابه ومعارفه.
    4- أنه كان مملوكًا، فقد اشتري بثمن بخس دراهم معدودة، والمملوك ليس وازعه كوازع الحر.
    5- أن المرأة كانت جميلة.
    6- أن المرأة ذات منصب عال.
    7- أنها سيدته.
    8- غياب الرقيب.
    9- أنها قد تهيّأت له.
    10- أنها غلقت الأبواب.
    11- أنها هي التي دعته إلى نفسها.
    12- أنها حرصت على ذلك أشد الحرص.
    13- أنها توعدته إن لم يفعل بالصغار.

    ومع هذه الدواعي صبر إيثارًا واختيارًا لما عند الله، فنال السعادة والعزّ في الدنيا، وإن له للجنة في العقبى، فلقد أصبح السيد، وأصبحت امرأة العزيز فيما بعد كالمملوكة عنده، وقد ورد أنها قالت: "سبحان من صير الملوك بذل المعصية مماليك، ومن جعل المماليك بعز الطاعة ملوكًا".




    فحري بالعاقل الحازم، أن يتبصّر في الأمور، وينظر في العواقب، وألا يؤثر اللذة الحاضرة الفانية على اللذة الآجلة الباقية.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
    اللهم لا تذرني فردا وانت خير الوارثين

    ادعولي بالذريه الصالحه
  4. ابرار

    ابرار سيدة جديدة

    النار لا تفنى ولا يفنى أهلها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






    توعد الله الكفار والملحدين بالنار ( لابثين فيها أحقابا) فهل عذابهم في النار مستمر أبداً ، إن كان كذلك فهل هذا يتعارض مع عدل الله ورحمته ؟ أم أن عذابهم يستمر لإحقاب الله يعلمها ، إن كان كذلك فما مصيرهم بعد ذلك ؟ ولم يرد ذكرٌ لذلك في القرآن أو السنة ؟.



    الحمد لله الذي عليه أهل السنة والجماعة أن النار لا تفنى ولا تبيد ، ولا يخرج منها إلا عصاة الموحدين ، أما الكفرة والملحدون فهم فيها خالدون .
    قال الإمام ابن حزم في كتابه " مراتب الإجماع ": ( وأن النار حق ، وأنها دار عذاب لا تفنى ، ولا يفنى أهلها بلا نهاية ).
    وقال في كتابه " الفصل في الملل والأهواء والنحل " : ( اتفقت فرق الأمة كلها على أنه لا فناء للجنة ولا لنعيمها ، ولا للنار ولا لعذابها ، إلا الجهم بن صفوان وأبا الهذيل العلاف وقوما من الروافض ، فأما جهم فقال : إن الجنة والنار يفنيان ويفنى أهلهما ، وقال أبو الهذيل : إن الجنة والنار لا يفنيان ، ولا يفنى أهلهما ، إلا أن حركاتهم تفنى ، ويبقون بمنزلة الجماد لا يتحركون وهم في ذلك أحياء متلذذون أو معذبون.
    وقالت تلك الطائفة من الروافض : إن أهل الجنة يخرجون من الجنة ، وكذلك أهل النار من النار إلى حيث شاء الله) [ الفصل 4/145 ط. دار الجيل].


    وقال الطحاوي في عقيدته : ( والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ولاتبيدان ).


    وقد تضافرت أدلة الكتاب والسنة على تقرير هذا المعتقد ، فمن ذلك قوله تعالى : ( ولهم عذاب مقيم ) المائدة/37 ، وقوله : ( لا يُفَتَّر عنهم وهم فيه مبلسون ) الزخرف/75 ، وقوله : ( خالدين فيها أبدا) البينة/8 ، وقوله : ( وما هم منها بمخرجين ) الحجر/48 ، وقوله : ( وما هم بخارجين من النار) البقرة/167 ، وقوله : ( ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) الأعراف/40 ، وقوله : ( لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور ) فاطر/36 .


    ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : ( يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح ، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال : يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون : نعم هذا الموت .
    قال : ويقال : يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون : نعم هذا الموت.
    فيؤمر به فيذبح ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ) ". رواه مسلم (5087) من حديث أبي سعيد الخدري.


    فهذا النص الصحيح الصريح لا يدع مجالا للشك في هذه الحقيقة ، وهي أن أهل النار خالدون فيها لا يموتون ولا يخرجون ، كما أن أهل الجنة في الجنة خالدون .


    قال شارح الطحاوية : ( وقد دلت السنة المستفيضة أنه يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله . وأحاديث الشفاعة صريحة في خروج عصاة الموحدين من النار ، وأن هذا حكم مختص بهم ، فلو خرج الكفار منها لكانوا بمنزلتهم ، ولم يختص الخروج بأهل الإيمان ) انتهى من شرح الطحاوية ص 430 ط. المكتب الإسلامي.


    وأما قوله تعالى عن أهل النار : ( لابثين فيها أحقابا لا يذوقون بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا ) النبأ/23-25 ، فالمراد كما قال القرطبي رحمه الله ( أي ما كثين في النارما دامت الأحقاب ، وهي لا تنقطع ، فكلما مضى حُقُب جاء حُقُب ، والحقب بضمتين : الدهر ، والأحقاب : الدهور ، والحقبة ، بالكسر : السنة ، والجمع حِقب ... والحُقْب بالضم والسكون : ثمانون سنة ، وقيل أكثر من ذلك على ما يأتي ، والجمع : أحقاب . والمعنى في الآية : لابثين فيها أحقاب الآخرة التي لا نهاية لها ؛ فحذف الآخرة لدلالة الكلام عليه ؛ إذ في الكلام ذكر الآخرة ، وهو كما يقال : أيام الآخرة ، أي أيام بعد أيام إلى غير نهاية ، وإنما كان يدل على التوقيت لو قال : خمسة أحقاب أو عشرة أحقاب ونحوه . وذكر الأحقاب لأن الحقُب كان أبعد شيء عندهم ، فتكلم بما تذهب إليه أوهامهم ويعرفونها ، وهي كناية عن التأبيد ، أي يمكثون فيها أبدا . وقيل: ذكر الأحقاب دون الأيام لأن الأحقاب أهول في القلوب وأدل على الخلود ، والمعنى متقارب .


    وهذا الخلود في حق المشركين ، ويمكن حمل الآية على العصاة الذي يخرجون من النار بعد أحقاب .


    وقيل : الأحقاب وقت لشربهم الحميم والغساق ، فإذا انقضت فيكون لهم نوع آخر من العقاب ، ولهذا قال ( لابثين فيها أحقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا ) . انتهى من تفسير القرطبي رحمه الله.


    وأما قوله تعالى : ( فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق . خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ) هود/106،107، فقد ذكر القرطبي رحمه الله في تفسيرها أحد عشر قولا كلها تدل على خلود الكفار في النار وتأبيدهم فيها ، ومن هذه الأقوال : ( أن الاستثناء إنما هو للعصاة من المؤمنين في إخراجهم بعد مدة من النار ، وعلى هذا يكون قوله ( فأما الذين شقوا ) عاما في الكفرة والعصاة ، ويكون الاستثناء من ( خالدين ) ، وفي الصحيح من حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يدخل ناس جهنم حتى إذا صاروا كالحُممة أخرجوا منها ودخلوا الجنة فيقال هؤلاء الجهنميون" ) . رواه البخاري (6896)


    ومنها : ( أن "إلا" بمعنى " سوى " كما تقول في الكلام : ما معي رجل إلا زيد ، ولي عليك ألا درهم إلا الألف التي لي عليك. فالمعنى : ما دامت السموات والأرض سوى ما شاء ربك من الخلود) وقد تركنا ذكر بقية الأوجه اختصارا فراجعها فإنه نافعة جدا.


    وبهذا يعلم أن ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع من خلود النار وأهلها ، لم يعارضه نص صحيح صريح من كتاب الله ولا من سنة رسوله ، ولا من آثار الصحابة والتابعين .


    وبهذا يتم الجواب عن قولك : أم أن عذابهم يستمر لأحقاب الله يعلمها ، إن كان كذلك فما مصيرهم بعد ذلك ؟ ولم يرد ذكرٌ لذلك في القرآن أو السنة ؟


    فيقال : بل ورد ما ذكرنا لك من النصوص ، وغيرها مما لم نذكره ، ما يقرر معتقد أهل السنة في هذه المسألة ، وكون النصوص لم تذكر شيئا عن مصيرهم بعد الأحقاب ، يدل على ما ذكرنا من أنها أحقاب لا تتناهى ، ولا تنقطع ، أعاذنا الله وإياك من ذلك.


    وليس فيما ذكر تعارض مع عدل الله ورحمته ، بل هذا هو مقتضى عدله وحكمته ، كما قال سبحانه : ( والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالح غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير) فاطر/36،37 .


    وقال جل وعلا : ( إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون. لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون. وما ظلمناهم ولكن هم الظالمون . ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون . لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ) الزخرف/74-78.


    وقال سبحانه : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين . مالكم كيف تحكمون) القلم/34،35


    وقال : ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون ) الجاثية/21،22


    وقال : ( إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون) يونس/4.
    ومن تدبر هذه الآيات المباركات أيقن أن الله حكيم عليم رحيم لا يظلم الناس مثقال ذرة ، وما ربك بظلام للعبيد.


    وهو سبحانه ( لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون) الأنبياء/23
    والله أعلم.

    ادعولي بالذريه الصالحه
  5. البدايه 23

    البدايه 23 سيدة جديدة

    الله يرزقج ويرزفني في القريب العاجل يارب
  6. كويتيه 2020

    كويتيه 2020 سيدة جديدة

    اختي جزاج الله كل خير

    اللهم ارزقها من حيث لا تحتسب
  7. لولوئة الكويت

    لولوئة الكويت سيدة جديدة

    جزاك الله كل خير :عسى ربنا يرزقك ويمدك بالذريه الصالحه
  8. دلـــــوعه

    دلـــــوعه سيدة جديدة

    يعطيك العافيه
  9. مس دايموند

    مس دايموند سيدة جديدة

    جزاج الله خير
  10. om slaiman

    om slaiman سيدة جديدة

    يزاج الله الف خير ويارب ارزق اختي ابرار بالذرية الصالحة عاجلا غير اجلا امين يا رب العالمين
  11. أسماء الشيخ

    أسماء الشيخ تــاجــرة

    جزاكي الله خيراااااااا
  12. جوريه ذهبيه

    جوريه ذهبيه مـــراقــبــة عــــامــــة

    الله يجزيج الخير ويجعله في ميزان حسناتج ويرزقج الذريه الصالحه يا رب يارب .................
  13. العبيديه

    العبيديه سيدة جديدة

    ربي يجزيك خير ويفتح عليك ابواب رحمته
    أختي أبـــرأر

  14. العبيديه

    العبيديه سيدة جديدة

    ربي لاتذرني فردا وانت خير الوارثين:
    ربي يشحر ح صدرك وينفث في بطنك ويرزقك الذريه الصالحه فتهنين وتشكرين فضل الله
    ولاتيئسي أنه لاييئس من روح ألله إلى القوم الظالمين:

  15. غنجاااار

    غنجاااار سيدة جديدة

    الله يجزاااااج خير
  16. ريماس

    ريماس مـراقـبـة عـامـة

    تم نقله الى القسم المختص
  17. جوريه ذهبيه

    جوريه ذهبيه مـــراقــبــة عــــامــــة

    جزاج الله خير ويجعله في ميزان حسناتج ,,
  18. دلـــــوعه

    دلـــــوعه سيدة جديدة

    يعطيك العافيه
  19. بنت شيخ

    بنت شيخ سيدة جديدة

    جزاج الله خير

    وبارك الله فيج

مشاركة هذه الصفحة