قناطر واكسسوارات أفريقية تحقّق وحدة جمالية متنوّعة

تبدو الأناقة والدّقة المتناهية في التصميم الداخلي والخارحي هي العنوان الى منزل "بسام دنيا" في بلدة "مزيارة" الجبلية. تمتزج في هذا المكان أذواق متنوعة تحقّق وحدة جمالية تجمع بين القناطر والأكسسوارات الأفريقية.
ينمّ هذا المنزل عن هندسة فريدة داخلية وخارجية، تعود أبرز معالمها الى لمسات أنثوية.
هذا التناسق تتمّمه التحف العاجية والنحاسية المنتشرة داخل المنزل والمتناغمة مع الألوان النارية والترابية.

أما الأثاث فقد انتُقي بعناية، إذ تحمل كل قطعة منه روحاً خاصة، تٌبرز جمال المنزل منذ النظرة الأولى. هذا الأخير، يشرف من تلّة مرتفعة على الجبال والتلال لينشد في موقعه أناقة خاصة به تكتمل اثر الوصول إليه، حيث تتعبّد الطريق بحجارة صغيرة كأنها قطع من الفسيفساء، يزيّنها من الجانبين حدائق وورود وأشجار صغيرة تروي حداثة هذا المنزل.
وأمام قناطر تزدان بالشتول والورود الحمراء والصفراء والزهرية، وعبر قنديلين متدلّيين من سقف المدخل، وباب مصقول ومزخرف بنقوش خشبية قامت مالكة المنزل بتصميمه ونفذّه أحد الحرفيين من البلدة، نستهلّ رحلة من الجمال المطبوع بطابع إفريقي، ترافقنا خلاله قطع خشبية فنية موزّعة على أركان عدّة من المنزل.
في الردهة الرئيسية، تطالعنا مرآة كبيرة مؤطّرة بإطار خشبي مزخرف ومعتّق بورق الذهب، وقد ارتفعت فوق جدار من الحجارة لابراز طابع خاص على المكان وربط الداخل بالخارج. ويتوسط المرآة "ابليكان" فرنسي يضيف اليها إطاراً آخر مماثلاً للمرآة، مما يحوّل الجدار الى لوحة فنية نادرة.

مساحات رحبة

وتتفتح المساحات الرحبة أمامنا، فنلاحظ ركن الضيوف الموزّع الى ثلاثة أقسام تتقدمها باقة من الاكسسوارات العاجية التي تشير الى القارة السوداء.
كما تتميّز قاعة الاستقبال الفسيحة بهندسة فريدة، إذ يلجها الزائر عبر سلالم حجرية، ويتأنق أثاثها بألوان تمزج الزهري والأصفر والبيج والنبيذي.
وعلى قاعدة تميّز كل ركن بلونه الخاص، نلحظ في الجلسة الأولى، وروداً مطرزة منجّدة بألوان الزهر والبيج والأرجوان والأخضر، يقابلها جلسة باللون البيج، لتنفرد جلسة كبيرة باللون النبيذي تبدو وكأنها تريد جذب اهتمام الزائر للمكان.
وتتوزّع طاولات بأحجام كبيرة وسط قاعة الاستقبال، بعضها عصري والبعض الآخر هندي يتناغم بألوانه مع الـ "فنغيه" بلونه البني الداكن. وتكثر قطع الاكسسوارات النحاسية في هذا الركن، وقد ثبّت معظمها على قاعدة نحاسية وخشبية بالتناغم مع إضاءات غير مباشرة.
واللافت، هو العقود والحليّ الأفريقية المنتشرة في المكان، والتي كان يتزيّن بها الأفارقة ولا يزال البعض منهم يحرص على اقتنائها.

المكان ينبض بالحياة!

وفي غرفة الجلوس، تتأنّق الأرائك كما الصوفا بألوان متناسقة منها الأصفر والأرجواني اللامع على كرسيين من الجلد تحدّهما قنطرة تشرف على قسم الاستقبال، وتتدّلى منها أربعة مصابيح عصرية مصنوعة من الحرير، وتشكّل حدّاً فاصلاً بين قسمي الجلوس والاستقبال.
أما الستائر فتتخّذ تصاميم وأشكال مختلفة، ففي الصالونات يلمع الحرير الزهري مع القماش المطرّز بالورود بينما يحتلّ المخمل الأخضر غرفة الجلوس حيث تكتسي الجدران ألواناً متعددة أبرزها الأخضر.
وقد ازدانت زوايا الصالونات بمصابيح علّقت على أعمدة نحاسية من "الفير فورجيه" لتضفي روحاً على أورقة مفتوحة على المكان الذي يبدو وكأنه ينبض بالحياة!
وبالمقابل، تنبسط أمامنا أروقة مفتوحة تلّف قاعة الاستقبال وتشكّل عامل مرور الى غرفتي الطعام والجلوس والمطبخ.
أما الارتفاع الملحوظ الذي يفصل بين أركان الاستقبال وباقي الغرف، فقد أدخل إليه "الدرابزين" المشغول بـ "الفيرفورجيه" والخشب لتُحتضن زاوية الصوفا النبيذية وتشكّل إطاراً رائعاً وحدوداً بين الاستقبال والطعام.
ويمتدّ الرواق ليصل الى قنطرة مربّعة ويشكّل فاصلاً بين ركن الاستقبال وغرفة الجلوس التي تشرف على مطبخ عصري مجهّز بطريقة الـ Encastrée العملي.
وأمام هذه المساحات المنبسطة والتي تبدو وكأنها تفتح ذراعيها، تحتجب غرفة الطعام في زاوية مستقلّة وتستقبلك بقنطرة مربعّة ولوحتين فريدتين زاخرتين بالقماش المطرّز بخيوط ذهبية.
وبالمقابل إنارات غير مباشرة وثريا ترتفع فوق طاولة تحمل الرخام وتلفّها كراسٍ عصرية وتجاورها لوحة كبيرة، عبارة عن سجادة تخفي خلفها نافذة، ويتوسطها "أبليكان" ليزيد من حدّة الأنوار.
وتذكر مالكة المنزل أنها "لم تدرك أن الاكسسوارات التي جمعتها خلال فترات مختلفة ستتناسق في منزلها، وتلائم هذا المكان".

الإنارة... توازٍ غير مباشر

بالموازاة، تمّ توزيع الإنارة في المنزل بطريقة فنيّة، حيث اللافت هو الاعتماد على الإضاءة غير المباشرة في زوايا السقف وخصوصاً عند المربّعات الخشبية التي برزت متوازية مع الرواق الفاصل بين غرفة الطعام والصالونات.
ولم تشأ المالكة ان تترك سقف قسم الاستقبال دون ثريّا، فبعد انتظار، صمّمت له ثريّا بطابع رائع وحديث من النحاس المطبّع بنقوش كلاسيكية وبشكل أفقي، لتتدلّى منها حبوب الكريستال "الشوارفسكي" فتسحر العين والقلب معاً.
وفي غرفة الجلوس، احتل الخشب بمربّعاته الصغيرة بعض اجزاء السقف لتلفّه إضاءات غير مباشرة تبرز جماله وتشارك مع ألوان الجدران في الإضاءة الإضافية.
وافترش البلاط الايطالي اللامع أرض المنزل، وقد خطّطت جوانبه باللونين الأخضر والبني ليتناغم وألوان المنزل. كما لم يغب ذوق المالكة في هذه الأعمال لأنها صمّمت بنفسها اللوحة – السجادة التي تمّ غرزها أرضاً في وسط المدخل الرئيسي، وكأنها لوحة فسيسفاء يصعب الإكتفاء من جمالها.
ويتوزّع بعضها على أقسام المنزل الخاصة بغرف النوم، إذ عند القنطرة الأولى يلج المالكون غرفهم، أما عند القنطرة المجاورة فقد خُصّص ركن نوم للضيوف.
واخترنا هذا الركن لنشهد على كرم وضيافة هذه العائلة التي اختارت لضيوفها غرفة رائعة باللون البرتقالي توفّر داخلها وسائل الراحة كافة من كنبة كبيرة وتلفاز.
أمّا تصميمها فجاء كلاسيكي من الطراز الممّيز.

سحر الأباطرة:

وتنتهي أورقة الغرف عند غرفة نوم المالكين التي تجسّد "سحر الأباطرة"، اذ يمتد سرير متوّج بخشب "الفنفغيه"، ومنجّد بأشكال المربّعات من المخمل الأحمر الغامق، وتتوزع حوله طاولة وكأنها معلّقة مع الجدران وركن خاص للجلوس، وتلفّ الجدران كما النوافذ ستائر لا تقلّ جمالاً عن تلك المتوافرة في أقسام الاستقبال.

حديقة بألف لون:


وللتمتّع بالحديقة الخارجية التي تلّف المنزل بألف لون وشذى، يمكن أن نعبر الأبواب التي تربط أقسام الاستقبال بقناطر خارجية، أو الباب الخارجي الرئيسي، ونراقب جمالها الذي يبرز خلال فصلي الربيع والصيف، وهي التي تشبه وتتناغم مع ألوان أقمشة المنزل الداخلية.
أما جلساتها وسط الـ "برغولا" فتتلوّن أيضاً مع أرائكها بألوان الورود الزهرية والصفراء، التي تنتعش ببركة ماء صغيرة.


ManQoOoOoOoL
Tech Tech

بصراحه منظر حلو وشرح وافى ........... بارك الله فيج

مـــــــــــــــــــــــشـــــــــــــــــــكوره