السحاق...... سؤال وجواب ما هو السحاق؟ وما هي درجة تحريمه؟ وهل يتشابه مع اللواط في درجة تحريمه؟ وهل القبلات والأحضان واللمسات تُعتبر محرمة بين فتاتين؟ السحاق هو الممارسة الجنسية بين أنثى وأخرى، ودرجة تحريمه كاللواط ويمكن الرجوع إلى: الفتوي لمعرفة الحكم الشرعي، لكن مبدئيا أقول بأن عقوبته أشد من عقوبة الزنا التي حددها الشرع سواء للمحصن أو غير المحصن؛ لأن الشذوذ الجنسي خلاف الفطرة التي فطر الله الناس عليها. وبالنسبة للقبلات واللمسات والأحضان بين فتاتين فهي طبعا محرمة؛ لأنها تؤدي إلى محرم وهو السحاق، وإن كانت ليست بحرمة الفعل الكامل؛ فالشيطان ليس غبيًّا لكي يأمر بالفاحشة كلها فورا، ولكنه يزينها للنفس، فإن كانت النفس ضعيفة فما أسهل أن يرديها الشيطان في مهاوي الردى. وإن قاومت النفس فلن يكف عن التزيين والإغواء حتى تزِلَّ قدم بعد ثبوتها، ويقع الإنسان في الخطيئة المحرمة ما لم يقطع على الشيطان الطريق من أوله؛ وذلك بأن يبتعد عما يرغبه في الخطيئة، ويمتنع عن الإصغاء إلى وساوس النفس والشيطان، ويلغيها من أساسها بذكر الله، ويتذكر وعيده الشديد الذي توعد به العصاة "كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ"، ويلجأ إليه –سبحانه- ليعينه على حفظ الأمانات التي ائتمنه عليها في جسمه وروحه وقلبه وعقله كي يكون من الفائزين، "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى". و كم من الصديقات المخلصات قد زين لهن الشيطان هذه الفعلة فإذا هن من الضالات الخاسرات في الدنيا والآخرة. ولكل من سقطت في ذلك تنفع التوبة من البداية، ولكن إذا تكرر الفعل فيصعب تركه، خاصة إذا كان الطرف الآخر يهون المعصية ويقول بأنها مجرد قبلات لا تضر ولا تنفع.. وهذا حب في الله، وقد فسرت لي إحداهن أن عناقها لأختها في الله هو من مظاهر حبها لها في الله، وما تفسيرها إلا بسبب صغرها وجهلها ورعونتها وعدم تهذيب شهوتها! فهل تراهما إذا التقيتا أمام الناس فعلتا مثل ذلك؟ والحديث الشريف يقول: "الإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس".