أساليب تربوية خاطئة في التعامل مع الأبناء تؤثر على سلوكياتهم -------------------------------------------------------------------------------- أساليب تربوية خاطئة في التعامل مع الأبناء تؤثر على سلوكياتهم أم تضرب طفلها على فمه وأخرى تعضِّه والتجاهل أهم الحلول الجبيل: منى الشهري طالبت الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية في كلية التربية بجدة الدكتورة سناء عابد الثقفي باستبعاد فكرة أن تكون شخصية الطفل مستنسخة من شخصية الوالدين، مشيرة إلى أن كل طفل يختلف عن والديه في ميوله وسلوكه وتفكيره، وليس منطقياً أن يصبح مثلهما، أو كما يريدانه، جاء ذلك في محاضرة لها في مقر الجمعية النسائية الخيرية بالجبيل حملت عنوان (كيفية التعامل مع أخطاء أبنائنا). وقالت الدكتورة الثقفي إن معظم الآباء عند تربيتهم لأبنائهم ينسون ما كانوا يصنعونه وهم صغار، منوهة إلى ضرورة عدم عقد مقارنة بين ما كانوا عليه في الماضي وما أبناؤهم عليه في الوقت الحالي كتكرار جمل مثل " عندما كنا في مثل سنّكم كنا نفعل كذا وكذا" في إشارة إلى أنهم في الماضي كانوا الأفضل، موضحة أن هذا أحد الأساليب الخاطئة في التربية، لأن جيل الأبناء يختلف عن جيل الآباء، ولا يجب معاملتهم كما عُومِل الوالدان. وبينت ضرورة التعامل مع الأبناء على أساس أن لكل طفل شخصيته المستقلة بذاته، مؤكدة على أن دور الآباء يقتصر على التوجيه فقط، وليس إجبارهم على أن يكونوا بنفس تفوق شخصية الآباء، من هنا رأت أنه يجب الابتعاد عن اختيار التخصصات الدراسية للأبناء. وقالت الدكتورة الثقفي إن تأثير البيئة المحيطة على الأبناء أقوى من تأثير الوالدين عليهم، حتى لو كانت الأم تلازم أطفالها 12 ساعة في المنزل، لأن تقنيات أخرى جديدة كالتلفزيون والكمبيوتر والبلوتوث تؤثر في تربية الأبناء بالدرجة الأولى، واستشهدت بموقف حدث لإحدى الأمهات التي كانت في حالة انهيار بعد أن سمعت ابنها الصغير وهو يقول لها " I will kill myself سأقتل نفسي"، حيث استغربت الأم كيف يمكن لطفل صغير قول مثل هذا الكلام، رغم أنها تلازمه طيلة الوقت، وعزت الثقفي ذلك إلى ما يشاهده الأطفال من برامج وألعاب كمبيوتر. وركزّت المحاضرة على طريقة التخاطب مع الجيل الجديد من الأبناء الذي يختلف كلياً عن أجيال سابقة، مشيرة إلى أن معظم الآباء لا يزالون يعيشون في تقوقع، خاصة بعد دخول الفضائيات وتقنية الكمبيوتر، فالأبناء سبقوا آباءهم كثيراً في هذا المجال، لدرجة أن الأبناء قد ينظرون لآبائهم نظرة تخلّف، مشددة على ضرورة اختيار الطريقة المناسبة للتواصل مع الأطفال. وحول طريقة التعامل مع أخطاء الأبناء قالت "على الوالدين مراعاة أن من طبيعة البشر الخطأ، إما نتيجة النسيان أو الجهل أو التعمد، موضحة أهمية تذكر الآباء لأخطائهم وهم صغار، مشيرة إلى أن أخطاء الأبناء تتفاوت في حجمها، وذكرت أن الآباء أحياناً هم من يدفعون أبناءهم للقيام بتصرفات خاطئة، ومثال ذلك سرقة الطفل غيره لأن والديه يحرمانه من مصروفه، ففي هذه الحالة يُعذر الطفل ولا يعاقب. وأوضحت أن تلفظ الطفل الصغير- سنة ونصف إلى سنتين- بألفاظ بذيئة نابع من كلام استمع إليه ممن حوله، وشددت على الابتعاد عن ضرب الطفل على فمه، لأنه سيزيد من تكرار ما لا يرغبه الوالدين، ورجحّت أن التجاهل التام لتصرفات الطفل غير المرغوبة سيساعد في استغنائه عنها، ونصحت بعدم عقاب الطفل بنفس أسلوب الخطأ الذي يقوم به، مثال ذلك أن سيدة قامت بعضِّ طفلها، لأنه قام بعضّ طفل آخر، معللة ذلك أنه سيكرر نفس الفعل عندما يغضب، لأنه سيقلّد والدته، ويعاقب الآخرين كما عاقبته، مشيرة إلى ضرورة مسايرة الطفل إلى سن 4 سنوات في خياله، وعدم التشكيك في كلامه أمامه واعتباره كذباً، لأن الطفل يمكن أن يخطئ في خياله. وقالت الدكتورة الثقفي إنه عند التعامل مع خطأ الأبناء لابد من التثبت من الخطأ، وعدم تصديق كل ما يقال مباشرة دون التأكد، مع ضرورة إحسان الظن بالأبناء والابتعاد عن الشك في تصرفاتهم مع وجود الحذر، مشيرة إلى أنه عند ثبوت حدوث الخطأ فإنه يستخدم أسلوب النصح والتوجيه بعيداً عن الصراخ، ونصحت بالجلوس وجهاً لوجه مع المخطئ والنظر في عينه، والتحدث بهدوء معه، حتى لا ينفر وتنقطع سبل التواصل والحوار معه. وأشارت إلى ضرورة إظهار الإخلاص مع الأبناء عند التحدث معهم، مشيرة إلى أن بعض الآباء يخطئون عند محاسبتهم لأبنائهم بترديد "ماذا سيقول الناس عنّا؟" عندئذ سيكون تأثيرها على الأبناء شديداً جداً عندما يشعرون أن والديهم لا يفكرون في مصلحتهم، بل في سمعة الأهل عند المجتمع. وأكدت الدكتورة الثقفي أهمية وجود البدائل في حال منع الأبناء من بعض الأمور، فعند منع الأطفال من سماع الأغاني يمكن الاستعاضة عن ذلك بسماع الأناشيد، وعند منعهم من مشاهدة الأفلام فيمكن توفير أفلام وثائقية لهم، وبدلاً من حرمان الأبناء من دخول الإنترنت خوفاً من المواقع الإباحية، فإنه يمكن مراقبة المواقع التي يدخلها الأبناء والسماح لهم بدخول مواقع مفيدة.