1. ملصقات للواتس اب و آي مسج ، اكثر من ٥٠٠٠ ملصق سهل الاستخدام. لتحميل التطبيق
  1. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    سطور مؤلفة من أحداث و قصص واقعية
    مشكلات و قضايا معاصرة
    لفتيـات في سن الزهور

    فلنقرأها

    لـ نستفيـد و نعتبـر و نتأمـل و نتعـظ
    و ننهل منها فوائد تطور حياتنا

    بين حين و آخر أضع قصة من سلسلة [ اعترافات فتاة ]
    و أنتظر فوائد خرجتن بها منها

    علمًا أنها من كتآب .. اعترافات فتاة ..
    بقلم / نوف عبداللطيف الحزامي

    أتمنى لكِ وقتًا ممتعًا مع قراءة القصص
    و لا تنسي أن تكتبي فوائدكِ منها ..

    الموضوع الاصلي : اعـــتــرافــات فــتــاة .. ~ | من القسم : الـركـن الـعـام | الكاتب : waha
  2. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    الاعتراف الاول
    كلا . . أنا أشعر !

    -
    ثلوى . .! ثلوى . . هيييه
    هكذا تستقبلني مرام كل يوم حين أقدم من المدرسة . . ثم ترتمي عليَّ لتحضنني ..

    لم أكن أهتم بها بصراحة . .

    ولم أكن أرحب بهذا الاستقبال الحار الذي تستقبلني به كل يوم وأنا منهكة بعد عودتي . .



    وذات مرة حين انقضَّت على حقيبتي لتبحث فيها عن أي حلوى . .

    أوقعت كتبي على الأرض . .

    فصرخت في وجهها بشدة . .

    و ضربتها دون أن أفكر . .!


    كنت غاضبة جداً

    بعد أن رفضت مدرسة علم الاجتماع إعادة الاختبار لي وتجادلت معها بحدة ..

    ولم يكن ينقصني بعد يوم دراسي منهك

    أن أنحني لجمع كتبي المتناثرة من الأرض .

    تجمدت مرام .. ونظرت إليَّ بجمود حين ضربتها ..

    دون أن تتنفس بكلمة أو حتى تتألم ..

    فأسرعت والدتي تؤنبني بشدة .. حرام عليك يا سلوى !..




    تضربين هالمسكينة ؟!



    - أفف.. لقد مللنا هذه الأسطوانة ..

    مسكينة .. مسكينة ..

    وما ذنبنا نحن ؟

    ولماذا تخافين على مشاعرها لهذه الدرجة ؟

    انظري إليها .. إنها لا تشعر أصلاً ..!!

    كنت أعلم أن كلمتي هذه ستجرح أمي التي لا زالت تعتقد أن مرام طفلة شبه طبيعية ..

    وترفض الاعتراف بأنها متخلفة بالمعنى المعروف ..

    صمتت أمي تماماً وهي لا تزال تحتضنها ...

    بينما أسرعت أواري بصري عن المنظر بالهروب إلى غرفتي ..

    لا أعرف ما الذي جرى لي .. كيف ضربتها هكذا وقلت لأمي ما قلت ..

    لكن .. أنا معذورة ..

    نعم

    فقد مللت .. مللت اهتمام أمي الزائد والمبالغ فيه بها ..

    إنها تدللها وتحنو عليها أكثر من أي فرد منا

    استغفر الله العظيم ..

    ليت الله يأخذ أمانته فيها لنرتاح نفسياً واجتماعياً ..

    أمي لا تنفك عن التفكير طوال الوقت في مصيرها ..

    ودائماً تردد أمامي وصيتها لي في الاهتمام بمرام والعناية بها، بعد وفاتها ...

    إن هذا الشعور يجلب لي المرض ..

    لقد مللت من هذا الحزن الذي تصر أمي على إغراقنا فيه بسببها ..

    لقد حرمت نفسها من الذهاب للكثير من المناسبات الاجتماعية والنزهات والسفر من أجل مرام ..

    حتى زواج ابن خالتي لم تذهب إليه لأني رفضت أن تذهب إليه مرام معنا ..

    هذا ما كان ينقصنا ..

    أن نأخذها لتبدأ في الضحك والسلام على كل الحاضرين بفرح وبلادة

    ثم تبدأ حركاتها المضحكة ..

    أمي أثارها رفضي هذا ..

    وقررت ألا تذهب في حال لم تذهب مرام ..

    كان بإمكانها أن تتركها مع الخادمة ولو تلك الليلة فقط ..

    لكن أمي .. تصرّ على تعقيد الأمور

    وبث الحزن والتعاسة في كل موضوع له علاقة بمرام ..

    يا الله .. متى تقتنع أمي أن مرام المسكينة لا تفهم ولا تشعر بشيء..

    إنها لم تكن لتشعر بحزن أو سعادة سواء أذهبت لذلك الحفل أو غيره أم لم تذهب..







    يطرق معاذ باب غرفتي ليوقظني من النوم ..



    - هيا استيقظي .. لقد أذن المغرب..



    أقوم ببطء .. أشعر أني منهكة ومتضايقة جداً..

    أتوضأ وأصلي ..

    ثم أبدأ في حل واجباتي ..

    أفتح دفتر الكشكول الخاص بالهوامش ..

    فألمح على آخر صفحة منه رسمة ..

    يبدو أنها إحدى (شخاميط) مرام ..

    أنظر إليها بهدوء .. إنها رسمة بيت حوله أشجار ..

    أدقق فيها .. لم أكن أتصور أنها تستطيع رسم صورة كهذه ..

    لابد أن معاذ علمها ..

    ألقي الدفتر جانباً وأبدأ في حل واجباتي الكثيرة ..

    وفجأة .. أطلت مرام برأسها الكبير من طرف الباب..

    ضحكت.. ماذا لديك؟

    .. ادخلي..

    ماذا تريدين ؟..

    دخلت بهدوء ونظرت إليَّ ثم جلست على الأرض ..

    يبدو أن منظر الدفاتر والأقلام قد أغراها كثيراً..

    هجمت على أقلامي وأمسكتها ..

    ثم أمسكت أحد الدفاتر وهي تنظر إليَّ بخوف .. أرثم ؟!..

    - كلا... كلا .. إعطيني إياه .. هذا للمدرسة ..





    استسلمت وتركت الأقلام من يدها ..

    ثم قامت نحو مكانها المفضل .. تسريحتي..




    صعدت على الكرسي .. وأخذت تطلُّ على وجهها في المرآة ..

    ثم التفتت برجاء وهي تمسك أحد أقلام الشفاه ..




    - ثلوى.. ممكن ؟






    لا أعرف لماذا تعاطفت معها هذه المرة .. إنها مؤدبة جداً اليوم ..



    - حسناً.. استخدمي هذا فقط ..


    ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهها

    وأسرعت تضع اللون على شفاهها بفرح ..





    عدت لإكمال واجباتي ..

    وانهمكت فيها ..

    حين لاحظت بعد قليل هدوءها .. التفتّ إليها ..




    فوجدتها تتأمل نفسها بعمق في المرآة ..

    أخذت أراقبها .. كان تنظر بهدوء ..

    مرة تبتسم

    ومرة تقطب جبينها

    ومرة ترفع رأسها ..

    وفجأة تحدثت وهي تنظر لنفسها بصوت يائس أسمعه منها لأول مرة ..

    - أنا (مو حلوة) ..!


    صدمتني العبارة كثيراً.. وأخذت أنظر إليها بعمق ..

    شعرت بعطف كبير عليها ..

    لقد بدأت تعرف أن شكلها يختلف عن الآخرين ..





    عادت بي الذاكرة إلى عشر سنوات خلت ..

    حين كنا مترقبين لخبر ولادة أمي في المستشفى ..

    إنها بنت.. يا سلام ..

    أخيراً أصبح عندي أخت .. الحمد لله ..





    أتت مرام بعد أربع أخوة ذكور ..

    ففرحت بها جداً..

    حتى .. وصلنا الخبر ...




    إنها غير طبيعية ..

    كيف ؟.




    تضخم في القلب ..


    و.. ماذا؟!

    إنها منغولية ..

    كنت لا أزال صغيرة ولم أفهم فتساءلت ...

    ماذا يعني منغولية ؟..

    يعني يا سلوى .. إنها مختلفة قليلاً..

    سيكون من الصعب عليها اللعب كثيراً.. أو الكلام بسهولة ..

    كما أن تفكيرها .. سيكون أقل من أقرانها ..؟

    سكتت وأنا أنظر للدموع التي تلمع في عيني أبي ..

    وحين رأيت مرام لأول مرة ..

    عرفت كيف أنها مختلفة ..

    كانت بيضاء وجميلة مثل كل الصغار ..

    لكنها كانت مختلفة .. لم تكن تشبهنا ..

    وشيئاً فشيئاً حين كبرت بدأت ملامح التخلف تظهر واضحة عليها ..

    يقول الدكتور أن الأشخاص المنغوليين لا يعيشون طويلاً ..

    إنهم يموتون في سن مبكرة ..

    غالباً في العشرينات .. أو الثلاثينات من أعمارهم..

    لكن مرام كانت منذ صغرها تعبَّر عن حلمها بأن تصبح عروسة ..

    مسكينة .. إنها لا تعلم ..

    كنت دائماً قاسية معها ..

    كنت أشعر بأنها عبء كبير علينا ..

    كما أنها تشعر ..

    سواء أصرخت عليها أم شتمتها ..

    فإنها لا تشعر ولا تتأثر أبداً.. بل إنها لم تبك يوماً في حياتها ..

    لكن الآن .. إنها تقيَّم نفسها ..

    بدأت تشعر أنها غير طبيعية .. وأن ملامحها مختلفة ..





    أنا (مو حلوة) أنا (مو حلوة) ..

    أخذت تتردد في ذهني طويلاً..

    وشعرت بعطف كبير عليها ..

    حين اقتربت مني بهدوء وهي تشير بإصبعها السبابة إلى وجهي

    حتى كادت تلامسه ..




    - ثلوى .. حلللوة..!




    لأول مرة شعرت بأنها بحاجة لمن يضمها ..

    فاحتضنتها بعطف كبير ..

    فإذا بها تتمتم في صوت هامس ورأسها على رقبتي وكأنها تحادث نفسها ..

    وتعيد حواراً قديماً سمعته من قبل..




    - ملام.. مو .. حلوة .. لا .. لا!!

    ملام مو حلوة .. ما تجي عند الحليم ..

    ( مرام غير جميلة .. لا .. يجب ألا تدخل عند الحريم ).





    توقفت قليلاً ..

    وأخذت أفكر في كلامها ..

    إنها .. إنها تكرر كلامي..

    نعم إنه كلامي لأمي قبل شهر حين أتانا بعض الضيوف ..

    نعم .. كنت غاضبة ورفضت أن تسمح لها أمي بالدخول إلى المجلس ..

    أذكر أني قلت بالحرف الواحد أمامها..

    ( كلا يا أمي .. لا .. لا تحرجينا أمامهم بصراحة مرام شكلها (يفشل) ..

    لا تتركيها تدخل على الحريم أرجوك .. )

    ولم أهتم يومها بأن مرام المسكينة كانت واقفة أمامي ..

    كنت أعتقد أنها لا تفهم ولا تشعر ..




    لكنها .. حفظت ذلك الكلام ..

    لا زال في قلبها .. إنها تردده .. اليوم ..




    مسكينة يا أختي الحبيبة ..

    كل ذلك كان في قلبك الصغير المريض .. وأنا لا أعرف ..



    احتضنتها طويلاً ..

    وأنا ألمس شعرها ..

    وهي لا تزال تردد الحوار الهامس في هدوء ..

    ثم تضيف محادثة نفسها.. ( ملام .. وع.. ولا تفهم!.. )

    وشعرت بدموع ساخنة تنساب على وجنتي وأنا احتضنها بقوة ..

    يا حبيبتي يا مرام .. كل هذا .. وأنا لا أعلم ..

    تشعرين بكل هذا وأنا لا أشعر ..

    يا لي من إنسانة قاسية وشريرة ..

    كيف عاملتك هكذا .. أستغفر الله ..

    كيف تمنيت لك الموت ظهر هذا اليوم ..

    يا حبيبتي الغالية ..

    أعلم أنك لن تعيشي طويلاً ..

    وإن عشت .. عشت محرومة من الكثير مما يستمتع به بقية الأطفال ..

    ومع هذا أتمنى لك الموت ؟!..

    كم كنت سخيفة حين كنت أخجل منك

    وأشعر بالحرج من الاعتراف بوجودك للآخرين ..

    أنت والله يا مرام .. أفضل وأطيب وأنبل من آلاف الأسوياء الذين تجمدت قلوبهم ..

    تحملت كل تلك القسوة والجفاء مني في قلبك وتغاضيت عنه ..

    أنت الأجمل يا مرام .. نعم .. أنت أجمل من الكثيرات بقلبك الطاهر البريء ..

    - لا .. مرام حلوة .. حلووووة..

    نظرت إليَّ بتعجب واستغراب .. ملام حلوة ؟!

    - نعم مرام أجمل فتاة في الدنيا ..!

    استغربت وهي تنظر إلى عيني ..

    ولمعت عيناها بفرح غامر لم أرَ مثله على وجهها ..

    ثم ضحكت ضحكتها الطفولية التي أراها لأول مرة بهذا الجمال

    وهذه البراءة والنقاء ..

  3. هدوء المطر

    هدوء المطر سيدة جديدة

    موقف مؤثر فعلا وموضوع روعه روعه حياااتي سلمت يداك ويستاهل التقييم
  4. ام خالدوعبود

    ام خالدوعبود مشرفة قسم طريق الإيمان

    غصتني العبره القصه مالها نهايه <<<<<<<<<<<<<<اندمجت حيل



    مشكوره ياعمري
  5. بصراحة قصه حلوة
    الحين ابجي
    الحمدلله على العافيه
  6. BNT ZAYED

    BNT ZAYED سيدة جديدة

    قصه مؤثره لامست قلبي وأغرقت عيناي بالدموع..واقعيه يعاني منها آلاف الأشخاص
    نتعلم منها درس مهم وهو أن الجمال جمال الروح قبل الشكل..وأن البشر مهما كان بهم من علل إلا أنهم يجتمعون بشيء واحد وهو الإحساس ولايوجد من لايشعر ولكن طرق التعبير عن الشعور تختلف من شخص لآخر..
    واحه تسلم الأيادي يامبدعه بإنتظار المزيد..
  7. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    شـكراً يالغاليات عالمرور ..
    واسعدني تواجدكم العطـر
  8. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    صـدقـتي غاليتي ..
    قيمه الجمال في روح صاحبها
    بنت زايد
    حضورك زاد متصـفـحي جمالاً ..
    وشـكراً لانكِ هــنآآ [​IMG]
  9. فعلا قصه مؤثره حييل والانسان لازم يتعلم من اخطاهم والبشر ومن يقول ما عندهم احسساس

    بالعكس وعندهم كل شئ

    وتسلم ايدج غلاتى
  10. رافايلو

    رافايلو فـــتــنـــــــة الحــــــرف

    هذة القصة
    تدل على حكمة الله عزوجل وانه لم يخلق شيء عبث
    اذا افتقدنا وافتقرنا الرحمة في قلوبنا فمن يهيجها الا هؤلاء
    اذا فكرنا ان الانسان لاقيمة له !! علينا ان نفكر كذلك خجلا من انفسنا
    بان من خلقة هو الله وهو اعلم باسباب خلقة واولى بهم ..
    علينا باختصار احترام المخلوقات بشكل عام وعدم احتقارها مهما بلغت من ضعف


    تقبلو ودي ،،،
  11. تولي

    تولي سيدة جديدة

    مبدعه




    كالعادة
  12. دلوعة أبوها

    دلوعة أبوها سيدة جديدة

    •¦[• عندمـآ تمتزج روعهـ الـأحرف بجمـآل الـأسسلوب..
    •¦[• نتنحى جآنبـاً حتى نسستمتع بعبير طرحك ..
    •¦[• شكراً لك عزيزتي(وآإآإحهـ) ..
    •¦[• تقبلي طلتـي بـ أوسسع ابتسسآمهـ[​IMG] ..​

  13. سلطانة زماني

    سلطانة زماني مــراقــبـــة عــــامــــة

    بعد ما غرقت عيوني بالدموع تنقطع القصه؟؟

    واحه في تكمله؟؟

    عزالله فيها درس كبييييييير اغلبنا غافل عنه ..

    تسلم ايدج غلاتي ..
  14. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    نعم غاليتي ..
    ما أجمل أن نتعلم من أخطائنا حتى لا نخطيء في حق من نحب ..
    صعب أنساك ..
    أهلاً بـ عطركِ ..
    ولـ روحكِ [​IMG]
  15. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    ما أعظمها من خلاصة ..
    هي الرحمة من توقض ضمائرنا ..
    رافايلو ..
    لكِ فائق الود ويانع الورد [​IMG]
  16. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    وكالعادة حضوركِ أسعدني ..
    لكِ [​IMG]
  17. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    هو ذاك ارتسمت أجمل ابتسامة فـ تواجدكِ مدعاة للبهجة ..
    دلوعة أبوها ..
    شكراً لـ ثنائكِ العذب [​IMG]
  18. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    غالية دموعكِ عزيزتي ..
    ولكن قصصنا نحن من يكتب نهاياتها
    ونستخلص الفوائد والدروس ..
    سلطانة زماني ..
    شكراً لـ أنكِ هنا
    لـ روحكِ [​IMG]
  19. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    الاعتراف الثاني
    المتهوره

    حين كنت أتشاجر مع أخي نويصر فأركض وقد خطفت شماغه في لعبة تحدّ لأختبئ خلف ستارة المجلس حيث تجلس أمي كانت أمي تفضحني وتدل على مكاني حين تردد وهي تحتسي قهوتها ببرود
    -يا بنيتي اعقلي اعقلي هداك الله
    فيصرخ ناصر مكتشفاً أني في الغرفة ليجري نحوي ويخنقني داخل الستارة التي اختبأت خلفها
    - يمه الحقيني سأموت
    - تستاهلين
    وحين يأخذ شماغه ويخرج منتصراً كنت أصرخ خلفه مهددة إياه بالانتقام في المرة القادمة لكن ما أن يلتفت نحوي بعينيه الغاضبتين بمزح وملوحاً بعقاله حتى أجري لأختبئ خلف ظهر أمي
    لم تكن معاركي اليومية مع نويصر أو سويلم أو سعيدان شيئاً يذكر كانت روتيناً يومياً بسيطاً وجزءاً من حياتي اليومية
    فقد تربيت كفتاة وحيدة بين أربعة أخوة ذكور وفي الحقيقة فإن لي أختاً واحدة لكنها أكبر مني بكثير فهي الكبرى وأنا الصغرى وهي متزوجة وتعيش في مدينة أخرى منذ زواجها ولا تأتي سوى في الأعياد وفترة من الصيف
    حين كنت في المرحلة المتوسطة كان واضحاً عليّ بأني أخت الأولاد فقد كنت لا أهتم بمظهري وتصرفاتي خشنة بل متهورة كثيراً ولا تليق بفتاة
    تقول أمي أن هذا لا علاقة له بكوني أختاً لفتيان ولكن طبيعتي على حد قول أمي هي الحمق والتهور
    ويرجع هذا حسب نظرية أمي البيولوجية الوراثية لانجراف جيناتي الوراثية لعمة من عمات أبي رحمها الله كانت مشهورة بالحمق والتهور ولها آثار شهيرة في ذلك المجال
    وفي محيط أقاربي كنت مشهورة بلقب لم أكن أكترث له وهو المتهوره فقد كانت لي العديد من المواقف الشهيرة التي انتشرت عبر أفراد الأسرة وساعدت في ترسيخ ذلك اللقب وإلصاقه أكثر فأكثر بي
    ومن تلك المواقف ضياعي ذات مرة في حديقة الحيوانات وركوبي لدراجة أخي النارية في البر والتي انطلقت بها بسرعة جعلتني أخترق خيمة الرجال
    وضياعي في الحرم بسبب لحاقي امرأة اعتقدتها أمي هذا سوى المواقف التي صنعت فيها كعكة حجرية وقدمتها للنساء وسوى تقديمي للقهوة باليد اليسرى أو سكبي للعصير على أكثر من امرأة فهذه أمور عادية
    وكما ذكرت حتى نهاية المرحلة المتوسطة لم يكن هذا العيب يسبب لي أي حرج فقد كنت أضحك مثلي مثل الآخرين على عيوبي ومواقفي المضحكة
    وقد ساعدت أمي للأسف على ترسيخ تلك الفكرة عني لدى الآخرين وهي أني متهورة وحمقاء ولا أجيد أي شيء جاد وكانت تهزأ بي كثيراً وتذكر كل عيوبي وحركاتي الغبية أمام الآخرين لتضحكهم عليّ
    لكن شيئاً فشيئاً
    بدأ شيء ما في داخلي ينمو ويتغير
    منذ دخلت المدرسة الثانوية وبدأت أتعرف على الكثير من الفتيات المؤدبات والعاقلات وأنسجم معهن بدأت أشعر بأنوثتي وبأنني أريد فعلاً أن أكون مثلهن فتاة راقية عاقلة رقيقة
    بدأت أراقب تصرفاتهن المهذبة واهتمامهن بمظهرهن وحديثهن وشعرت بالنشوة لأني أصبحت أحاول أن أكون فعلاً فتاة حقيقية
    كانت لبعض زميلاتي اهتمامات رائعة كتبادل الكتيبات النافعة وحضور جلسات المصلى
    وأصبحت أقلدهن وأذهب معهن
    ثم بدأت أسمع أخبار خطبة فلانة وعقد زواج فلانة وما أن وصلت للصف الثاني ثانوي حتى بدأت أسأل أمي بحماقتي السابقة التي لم أتخل عنها بعد
    - أمي مممم ألم أقصد
    - ماذا قولي ما لديك؟
    - ألم يتقدم أحد لخطبتي؟
    ضحكت أمي معتقدةً أني أمزح معها فنثرت في وجهي بقية الماء البارد الذي كان في قاع الكأس وهي تبتسم
    - كفي عن مزحك ألن تعقلي
    - أمي أنا لا أمزح فقط أسأل
    لم تصدقني أمي واعتقدت أني فعلاً أمازحها فتركتني لتكمل عملها في المطبخ
    وبعد أيام لم يكن من المستغرب أن تنشر أمي الخبر أمام أقاربها سوير المتهوره تبحث عن عريس
    كانت أمي لا تزال تنظر إلي كطفلة صغيرة دون أن تعرف أنها تحرجني وتساهم في تقليل صورتي أمام الآخرين
    يوم أن أخبرتني خلود بما ذكرته أمي في الاجتماع العائلي عني أخذت أبكي بحرقة لأن أمي فضحتني دون أن تشعر وساهمت في ترسيخ صورة المتهوره التي تأبى أن تمسح من أذهان من يعرفونني
    تخرجت من الثانوية ودخلت الكلية لكنني كنت لا أزال أعاني من عقدة المتهوره فقد أدى ذلك لجعلي مهزوزة الثقة بنفسي ضعيفة الشخصية سريعة التأثر ومتهورة فعلاً
    كنت أخاف من الالتزام بأي مسؤولية كبيرة لأني أخشى أن أضيعها وأفسدها
    وكنت أقلل نفسي ولا أرى أني أستحق أي فخر في هذه الحياة
    لكني كنت لا أزال أواظب على حضور جلسات المصلى التي كنت أحبها كثيراً
    وذات يوم عرضت عليّ إحدى الأخوات جزاها الله خيراً أن ألقي كلمة بسيطة
    - لا لا يمكن أنا
    - نعم أنت وماذا في ذلك
    - لا لا لا أصلح
    سيضحك الناس علي
    - ولماذا يضحكون؟ كلامك جيد ولست أقل من غيرك ولله الحمد
    - لا لا يمكن أنت لا تعرفين أنا أنا
    وتلعثمت قليلاً لأني كدت أن أقول أنا متهورة
    لكنها أصرت عليّ ووضعتني أمام الأمر الواقع وذكرتني بالأجر العظيم الذي ينتظرني وأن الدعوة لله واجب على كل مسلم صغير أو كبير كما أن كل من سيستمع إلي هم بشر مثلي
    شعرت برهبة شديدة لكني تماسكت وأخذت أجهز لإلقاء الكلمة قبل أسبوع ولم أخبر أمي لأني كنت متأكدة أنها ستحبطني وتضحك عليّ لو أخبرتها مما قد يقلل من ثقتي بنفسي
    وفي ذلك الصباح كنت متوترة مشدودة الأعصاب كيف ستكون كلمتي هل سيضحكون عليّ؟ هل سأتلعثم أم سأسقط السماعات أم سأتعثر وأقع أمامهم على الأرض أي نوع من التهور سيظهر أمامهن لكني ذكرت الله وحاولت أن أثبت نفسي
    وعندما استلمت الميكرفون وابتدأت باسم الله كان صوتي يرتجف لكنني دخلت في الموضوع
    وبدأت أتحدث عن أسباب سعادة الإنسان وأسباب انشراح صدره
    ووجدت نفسي أنسجم في الموضوع حتى ذكرت بعض القصص التي لم أكن قد جهزتها وأخذت أضرب الأمثال والجميع منصت باهتمام استمريت بانفعال وحماس
    وبدا من وجوه الحاضرات الاستمتاع بالكلمة حتى أن الساعة أشارت على بدء وقت المحاضرات لكنهن لم يقمن من أماكنهن حتى انتهيت وختمت كلمتي بالصلاة على رسول الله
    - جزاك الله خير
    - أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك
    كلمة طيبة بارك الله فيك
    اقتربت مني بعض الحاضرات وهن يبتسمن شاكرات وممتنات بصدق
    لم أصدق نفسي كان ذلك شيئاً لا يصدق هل فعلت شيئاً جيداً لأول مرة في حياتي هل فعلت شيئاً يستحق الفخر؟ لا أصدق سارة المتهوره التي كانت طوال عمرها مثار الضحك والسخرية أصبحت قادرة على إلقاء كلمة
    حينها فقط وأنا أمسح دموعي بهدوء دون أن يراني أحد عرفت جيداً أن الإنسان هو من يصنع نفسه إذا أراد بإذن الله
    الإنسان هو من يقرر ما إذا كان يريد أن يصبح عظيماً أم لا
    مهما كانت الظروف من حوله تقنعه بأنه صغير
    ولا شيء

    * اسـتخلصي الفوائد ؟

  20. تولي

    تولي سيدة جديدة

    عرفت جيداً أن الإنسان هو من يصنع نفسه إذا أراد بإذن الله
    الإنسان هو من يقرر ما إذا كان يريد أن يصبح عظيماً أم لا
    مهما كانت الظروف من حوله تقنعه بأنه صغير



    فعلا انا مع ان كل انسان لايستهين بنفسه ....


    كم من عباقرة غيرو مجرى التاريخ ,,,,,,,, كانوا ممن يسمونهم الفاشلين !!!!



    دمت مبدعه واحه

مشاركة هذه الصفحة