الأطفال ,و الرسوم المتحركة و ثقافة الإباحية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، من منا لم يشاهد يوما مسلسل كارتون؟ من منا لم يشاهد حلقات " فردي" النملة النشيطة؟ والضفدع الشجاع؟ وقس على ذلك الكثير من مسلسلات الرسوم المتحركة الهادفة. كانت الأخلاق الحسنة ونشر الخير من أهم أهداف وغاية هذه الأفلام الكارتونية حيث نرى أن النملة "فردي" وأصدقاؤها يحاربون تلوث البيئة بغرس الأشجار أو يزورون مريضا من سكان الغابة الخضراء, أو أنهم يعملون على إفشال مخططات أعدائهم مثل الحلزون "أوسكار"......, عن أية رسوم نتحدث؟! وأقول وبالله التوفيق:.00. بيت القصيد من كل هذا هو انتشار - بطريقة مباشرة و غير مباشرة- لمسلسلات كارتونية تنشر الرذيلة وتشيع الفاحشة ليس بين البالغين هذه المرة, وإنما بين الأطفال, نعم أقول وأكرر بين أطفالنا, ولا تتعجب أيها القارئ مما أقول ولقد رأيت بأم عيني لقطة - والله عن غير قصد- حينما كنت أتفرج مع أختي الصغيرة على شريط كارتوني كما يتفرج أي شخص إلى أن تفاجأت وصعقت لما رأيت, أختي التي بجانبي خفضت رأسها حياءا, أما أنا فبقيت أفكر ألهذه الدرجة وصل الخبث؟!! ألهذه الدرجة انعدم الضمير الإنساني؟ وحلت محله البربرية في أبشع صورها؟ ولا تعجبوا إن قلت بأن هناك دراسات تؤكد على وجود مواقع مدسوسة بين مواقع لعب الأطفال تنشر الإباحية و الإنفلات الأخلاقي...موجهة خصيصا للبراعم.....لأطفال صغار في عمر الزهور....أي مشاعر عندهم كي يصوبوا نحوهم بنادق الزنا لتقتل أهم ثروة بشرية عند المسلمين؟ أي حب سيفهمه هؤلاء الصغار؟ وأي عاطفة حيوانية يريدون أن يعلموهم؟ وهم لا يعرفون إلا أمهم وأباهم....لا يفهمون من هذا العالم إلا اللعب والركض مع أقرانهم. الطفل الصغير الذي لا حول له ولا قوة ...لا يميز بين العيب و"الحشومة" وبين ما يجب أن يفعل ويرى, إلا عن طريق والديه الصالحين اللذين عندهما غيرة على دين الله ورسوله, وفي حالة غيابهما -خروجهما- فإنهما يتركانه ربما يشاهد رسوما متحركة ملونة جذابة...وإذا ما صادف وأن شاهد مشهدا غريبا فإنه لا يفهم مامعنى هذا التصرف وتفاجأ بالأم أو الأب مندهشان مصدومان من تصرف غريب أو حركة شاذة عن المألوف, وهنا تبدأ الكارثة إذا لم يتم تنبيه الطفل وإفهامه بطريقة لطيفة -دون الضرب والقمع ونهج سياسة الصراخ والتقبيح لأن ذلك من الممكن أن يولد عنده العناد ويولد عنده رغبة الفضول ويصبح الممنوع عنده مرغوبا...فاحذروا الوقع في هذا المنزلق- كل حسب سنه, وفي حالة غياب الإرشاد الحكيم تبدأ مشاكل نفسية تتراكم وتترسب لتعطينا مستقبلا فردا معقدا ومنغلقا أو متهورا. الــــعـــــــلاج 1/ إذا كان ابنك او ابنتك يشاهد كارتونا معينا ويداوم على متابعته باستمرار لابد ثم لابد من الجلوس ومشاهدة ما يحصل, وأن تقوم أيها الأب والأم بتصيدالمخالفات الشرعية وتصحيحها للأولاد وبيان أوجه الإختلاف بين ما يدعو له ذلك المسلسل وبين ما يدعوإليه و يقره الإسلام كمبادئ وقيم إنسانية لا تبلى على مر السنون. فالطفل منذ نعومة أظافره تتفتق ملكات الفهم عنده ويفهم جيدا ما يدور حوله حتى منذ الشهور الأولى وهذه حقيقة علمية تحفزنا لكي نعرف كيف نتعامل مع هذه الفئة العمرية. 2/ الحوار ثم الحوار ثم الحوار وأؤكد على هذا العنصر, فبيوتنا العربية يغيب عنها الحوار, من جهة بين الزوجين, ومن جهة أخرى بين الأباء والأبناء. يأتي الطفل ليكلم أباه فيجيب:" اذهب إلى أمك فأنا مشغول بمقال" ويجر المسكين رجليه من الخيبة, متوجها إلى المطبخ" أمي أمي, ممكن أن أكلمك"...فترد الأم بأنها مشغولة بتحضير وصفة عجيبة, بالله عليكما متى ستنصتان إليه؟...... أجيبا متى؟؟ لم لا تضع أيها الأب ما بين يديك وتنادي زوجتك وتجلسا وتعطياه الإهتمام- وهنا لا أتحدث عن المراهق لأنه يتطلب موضوعا آخر واهتماما من نوع خاص- وتجيبا عن استفساراته وتساؤلاته وما أكثرها في هذه الفترة, لأن التجاهل سيدفعه للبحث عنها عند غيركما وهنا لا نضمن جودة المعلومة ولا النتائج ولا حتى الشخص الذي توجه إليه الطفل بالسؤال. 3/ كيف يا أخي و يا أختي تريد ابنك أن ينبت نباتا حسنا ومعك بالبيت من يكيد لك و يتحين الفرصة تلو الأخرى ليقضي على غرسك وهنا أقصد بعض القنوات العربية- وا حسرتاه -وما تبته من سموم غربية تلوث عقول أبنائنا وتحولهم إلى آلات مجردة من المشاعر. 4/ إختيار الأفلام الكارتونية لإبنك و ابنتك ويا حبذا لو تكن رسوما تعلم الفضيلة وليس فقط مجرد تسلية. يضاف إلى ذلك تحديد وقت المشاهدة الذي لا ينبغي أن يتجاوز ساعة يوميا - ممكن تقسيم هذه الساعة عبر اليوم كله- والتعليق على بعض المواقف بما يناسبها من قول الحق سبحانه وتعالى أو من حديث سيد المرسلين وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم. 5/ المداومة على الدعاء وتحري الأوقات الفاضلة بأن يهدي أبناءالمسلمين ويحفظهم من كيد الكائدين وحقد الحاقدين. وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين