تكاثر في الفترة الأخيرة تردد السيدات على عيادات النساء طلبا في الحمل بتوأم ، حيث إن تعب الحمل وإجهاده وطوله لتسعة أشهر مع الحياة العصرية المتسارعة النبض خصوصا للمرأة العاملة جعلها تفكر في تقصير مدة الحمل عن طريق مضاعفة عدد الأجنة بالحمل التوأمي، وهناك أيضا أسباب أخرى جعلت المرأة تطلب الحمل التوأمي مثل الولادة القيصرية المتكررة خوفا منها أن لا تستطيع إكمال العدد المطلوب من الأولاد لأن عدد القيصرية محدود. وهنا يجب أن نقف وقفة إيجابية على سؤال مهم هل الحمل التوأمي نعمة مثلا؟ هل ممكن إجازة طلب المرأة للحمل التوأمي كطلب عقلاني؟ وما نسبة الحمل التوأمي؟ وهل حقا الحمل التوأمي حمل لا يحمل خطورة على الحامل؟ وعن هذه الظاهرة تجيب الدكتورة عالية الفضل استشارية أمراض النساء والتوليد والعقم وأطفال الأنابيب كما يلي: • ما الإجراءات التي يجب أن تتخذها المرأة قبل الدخول في مشروع الحمل؟ يجب على المرأة أن تستعد استعدادا جيدا للحمل لأن صفقة الحمل تكون مربحة إذ دخلتها المرأة وهي في صحة جيدة، وتكون صفقة خاسرة ونتائجها عكسية على المرأة وجنينها إذ دخلت المرأة هذه المرحلة وهي بصحة معتلة، لذلك يجب على المرأة قبل التخطيط للحمل أن تذهب إلى الدكتور لاستشارته في عدة أمور تساعدها على خوض تجربة الحمل وهي بصحة جيدة. • ما أسباب الولادة المبكرة؟ من أهم الأسباب هو الحمل التوأمي المنتشر بصورة كبيرة كذلك انتشار ظاهرة العقم عند الأزواج، وهناك أيضا ولادة مبكرة ناتجة عن زيادة الماء في الرحم، وقد تكون هناك ولادة مبكرة سببها الالتهابات البولية المتكررة لأنها تسبب تقلصات رحمية تؤدي إلى ولادة مبكرة، وقد تكون هناك ولادة مبكرة غير معروفة الأسباب وهي تمثل 20% من الولادات المبكرة، أضف إلى ذلك وجود تشوهات خلقية للجنين. • ما رأيك في الولادة المتكررة أو المتتابعة؟ أنا من المؤيدين لفكرة الأسرة الكبيرة وأرى أن المرأة يجب أن تنجب على الأقل 4 - 6 أطفال ولكن يجب أن يكون هناك تنظيم، أي أن المرأة يجب أن تعطي المولود حقه من خلال إرضاعه لمدة سنة على الأقل، وبهذا تكون المرأة أيضا قد استردت عافيتها خلال هذه السنة، وبعد العام الأول تستطيع الدخول في مشروع الحمل، وإلى أن تلد سيكون عمر الطفل الأول سنتين، وهذه مسافة ممتازة بين الطفل الأول والطفل الثاني، وبهذا تكون المرأة قد حافظت على صحتها، وعلى صحة أطفالها، وكذلك فوق السنتين بين الطفل والآخر يعطي كل طفل حقه من الاهتمام العائلي، وكذلك يكون الطفل مهيئا لاستقبال الطفل الآخر بكل سرور، ولكن إذا طالت المدة أي إذا كانت الفترة بين الطفل الأول والثاني خمس سنوات مثلا فهنا لن يتقبل الطفل الأول دخول الطفل الثاني في حياته لأنه تعود على اهتمام الأسرة به ولا يريد أحدا أن يشاركه في هذا الاهتمام. • كيف يحدث الحمل بالتوأم؟ الحمل التوأمي يحدث عندما يكون هناك زيادة في عدد البويضات المفرزة في الدورة الواحدة ويتم تخصيبها بحيوانات منوية مختلفة وينتج عنها حمل توأمي، وتلقيح بويضة واحدة بحيوان منوي واحد وعندما تنقسم الكتلة الجنينية يحدث فيها انشطار إلى نصفين ينتج عنها جنينان (وهنا تكون هناك فرصة لحدوث الالتئام المتصلة لأن الانشطار في الكتلة الجنينية لم يكن انشطارا كاملا). • وماذا عن تشخيص الحمل بالتوائم؟ عن طريق السونار في الفترة الأولى من الحمل حيث يكون هناك أكثر من جنين وكل جنين فيه نبض منفصل وله مشيمة منفصلة وكيس مفصل. في بعض الأحيان لا يكون السونار متوافرا، وهنا نعتمد على أن نمو البطن أكبر من فترة الحمل، وأن هناك بالإحساس أكثر من رأس داخل البطن ويؤكد بواسطة السونار. في بعض الأحيان لا يشخص التوأم إلا أثناء الولادة، حيث إنه بعد ولادة التوأم الأول يظل الرحم كبيرا وعند الفحص يكتشف وجود جنين آخر ويتم توليده والكشف عن خلو الرحم من جنين ثالث بعد الولادة واكتمال نزول المشايم. • ما أسباب زيادة الحمل التوأمي؟ إن حدوث الحمل التوأمي يزيد في أفريقيا لزيادة الخصوبة، وكذلك يزيد مع استعمال المنشطات من حبوب وإبر لتنشيط التبويض في النساء اللواتي يعانين من مشاكل تأخر الحمل وعدم انتظام الدورة والعقم بجميع صوره، وكذلك إن وجود أكياس على المبيض PCO يزيد نسبة التوائم لأن من الصعب تحديد استجابة المبيض وتحديد عدد البويضات الذي عادة ما يكون كبيرا لدى هؤلاء المريضات. • إذن ما نسبة الحمل التوأمي عموما؟ نسبة الحمل التوأمي في العامة = 12.5 بالألف وترتفع نسبة الحمل التوأمي باستعمال المنشطات (الحبوب مثل الكلوميد) إلى %5 وتزيد مع استعمال إبر المنشطات إلى %15 وممكن يكون حملا توأميا ثنائيا أو ثلاثيا أو رباعيا وأكثر. o التوأم بنسبة 1 لكل 80 حاملا (12.5 بالألف) o الثلاثي 0.025 بالألف.