أحبائي غاليتي الأم \ المربيه احذري من هذه المرحله من عمر طفلك فهو بحاجه اليك... ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ السنة العاشرة مرحلة غائية ذات خطورة * د. عبدالرؤوف عبدالغفور: ينبغي أن نقف عند مراحل النماء العقلي لدى الأطفال، وملاحظة التصور الاسلامي لها. يبدو أن ثمة مرحلة ذات أهمية بالغة تتوسط الطفولة المتأخرة، متمثلة في التاسعة والعاشرة من العمر.والأبحاث الأرضية تشير عادة إلى هذه المرحلة من النماء العقلي عند الطفل. حيث تجعلها مرحلة (رابعة) من مراحل الطفولة بأكملها: والمراحل الأربع هي: الشهر ـ السنتان ـ الست ـ التسع.وتشكل مرحلة (التسعة أعوام) في التصور الأراضي حلقة وصل بين بداية المرحلة المتأخرة ونهايتها. أما التصور الاسلامي لهذه المرحلة، فيمكن ملاحظته أيضاً، في النصوص. عن الإمام علي (ع): ((يثغر الغلام لسبع سنين، ويؤمر بالصلاة لتسع، ويفرق بينهم في المضاجع لعشر)). فهذا النص بدوره يشير إلى أن (التاسعة) بداية للتدريب الجاد على الصلاة: أي التدريب المقترن بالإلزام، وإلا فإن النصوص السابقة جميعاً أكدت مطلق التدريب مع نهاية العام السادس أو السابع. إذن: التاسعة من العمر تشكل مرحلة نمائية ذات خطورة في حياة الطفل: وفقاً للتصور الاسلامي، ووفقاً للتصور الأرضي أيضاً: فيما لحظنا تحديده (للتاسعة) مرحلة رابعة من مراحل الطفولة. إلا أن المشرع الاسلامي، يوافينا بوجهة نظر جديدة، أو لنقل: يلفت انتباهنا إلى مرحلة أخرى من مراحل النمو العقلي لدى أطفال المرحلة المتأخرة، متمثلة في (العاشرة) من العمر: بمعنى: أن الطفل بعد التاسعة، يقطع عاماً واحداً: ثم يواجه بعد هذا العام مرحلة نمائية جديدة تتمثل في (العاشرة) من العمر. ويبدو أن الانتقال من التاسعة إلى العاشرة يجسد نماءً عقلياً له أهميته في المهارات الإدراكية للطفل: تنسحب على مختلف مجالات النشاط لديه.ففي ضوء النص الذي قدمه الإمام علي (ع): تأشيرة إلى النشاط الجنسي لدى الطفل في (العاشرة) من العمر. أما من حيث سائر ألوان النشاط، فإن السنة (العاشرة) أيضاً، تجسد ـ في لسان النصوص ـ مرحلة غائية ذات خطورة، ومنها: ما سبق الوقوف عنده من النصوص التي تجيز (الوصية) المالية للبالغين (عشرة) من الأعوام، من نحو قوله (ع): ((إذا بلغ الغلام عشر سنين: جازت وصيته)). وبعامة مرحلة الطفولة المتأخرة: تجسد مرحلة ذات خطورة في عملية التنشئة، بمختلف فتراتها النمائية: حيث تصل المهارات الادراكية لدى الطفل إلى درجة (التمييز) الذي يسحب آثاره ـ من خلال نمط التنشئة ـ على سلوك الشخصية لاحقاً. وهذه، على الضد تماماً، من مرحلة الطفولة المبكرة، فيما يظل (اللعب) طابعاً لها إلا في نطاق محدد. بيد أن المرحلتين جميعاً ـ أي: الطفولة بأكملها ـ ينبغي ألا تخلع عليهما طابع (الثبات) الذي يخلعه البحث الأرضي عليها: بخاصة مرحلة الطفولة الأولى.إذاً أن التربية الأرضية تقع في وهم كبير حينما تؤكد انسحاب الطفولة على الشخصية بذلك النحو المتعسف من التأكيد. وتقع في الوهم ـ ثانية ـ حينما تجنح بعض التصورات الأرضية إلى ربط ذلك ببعض الدوافع، ومنها: الدافع الجنسي وانسحابه على سلوك الشخصية لاحقاً. وبالرغم من أن التفسير الجنسي (الاتجاه الفرويدي) قد أصبح من (كلاسيكيات) علم النفس، إلا أنه عيادياً وأكاديمياً لا يزال يحتفظ ببعض الأنصار... مع أن دراسة حياة صاحب النظرية وتقلباته العلمية التي كان يدخل (التعديلات) عليها من حين لآخر حتى أخريات حياته: فضلاً عن البيئة الشاذة التي أمدته بتجارب نظريته: كل أولئك، كاف في التشكيك بقيمة ما قدمه من تفسير في هذا الصدد. ولحسن الحظ أن الاتجاه الأحدث في النشاط المعاصر لعلم النفس قد اتجه إلى التركيز على ما يسميه الأرضيون بـ (سيكولوجية ((الأنا)) ) بدلاً من (سيكولوجية ((الهيَ)) )، وطاقاتها الجنسية. وقد أثبت هذا الاتجاه أن فعاليات (المهارة العقلية) من تعلم، وتفكير، وتخيل، وذاكرة وما إليها قد أفرزت معطياتها العلمية دون أن تتوكأ على المفهوم الجنسي. كما ان (الفعاليات النفسية) أمكن دراستها دون استحضار للمفهوم الفرويدي: إلا في نطاق محدد. بل إن بعض الاتجاهات قد ألغى المفاهيم التقليدية المذكورة أساساً، واتجه إلى القول بأن (الوعي) كاف بمسح أية تنشئة غابرة، وابتناء (تعلم) جديد في شتى مجالات السلوك. إن التصور الاسلامي يضاد نظرية الجنس من حيث نظرتها إلى الطفولة وانعكاساتها... يضادها: أولاً: من حيث التفسير الجنسي. ثانياً: من حيث تأكيدها على الطفولة: بمختلف مراحلها الجنسية. فقد لحظنا ـ مثلاً ـ أن المشرع الاسلامي قد أعفى الطفولة الأولى من أية فعالية ترهص بالجنس أو بسواه من الفعاليات. بينا أكد ذلك في الطفولة الثانية، وشدد على إمكانات التطبيع عليها: بحيث تسحب أثرها على السلوك اللاحق. أما الاتجاه الجنسي فقد قدم تصوراً مضاداً تماماً... حيث شدد على المرحلة الأولى وبخاصة: السنوات الثلاث أو الأربع الأولى ـ وهي السنوات التي أعفاها المشرع الاسلامي من كل فعالية، ومحضها (للعب) فحسب ـ . ثم اتجهت نظرية الجنس إلى مرحلة الطفولة الثانية فخلعت عليها طابع (الكمون) الجنسي: أي أخلتها من الصراع الجنسي نسبياً: بسبب من انشغال الطفل بفعاليات (التعلم) المعرفي، وغيره من الأنشطة... بينا أكسب المشرع هذه المرحلة طابعها الجنسي: من حيث بروزه وليس (كمونه). ومع أن بعض الاتجاهات الحديثة قد أكدت بدورها جنسية المرحلة المتأخرة من الطفولة على نحو ما قرره المشرع الاسلامي... إلا أن هذه الاتجاهات جعلت من التأكيد على جنسية هذه المرحلة بمثابة (استمرار) للمرحلة الأولى من الطفولة: لا أنها مرحلة وليدة: وهي بهذا التفسير تقع في ذات الخطأ الذي غلف الاتجاه الفرويدي. منقول.. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~أطفالكم أمانة في أعناقكم~ تحياتي..