النكد يغذي النكد، والمزيد من النكد يوجد أرضية للإكتئاب الذي يصيب نسبة كبيرة من النساء، حسبما أكدت دراسة علمية أمريكية أخيراً. وقالت مُعَّدة الدراسة، الباحثة كريستين بروكس من جامعة "ميسوري" إنّ الزوج العدواني الذي يتسم بطبع حاد ومزاج متقلب، قد يدفع بزوجته نحو الإصابة بالإكتئاب. وأضافت بروكس: إنّ عدائية الزوج وحدّة طباعه ترتبطان بشكل واضح بتزايد أعراض الإكتئاب عند الزوجات. وفي سياق الدراسة، قام الباحثون بتحليل مقاطع فيديو لمئات الأزواج والزوجات مع ترميز تلك المشاهد وربطها بأنواع السلوكيات الصادرة عن الرجال والنساء، مع التركيز على السلوكيات المعادية للمجتمع (Anti-social behaviors)، مثل الأنانية وعدم المبالاة، والتصرُّفات العدائية كالغضب والانتقادات اللاذعة والرفض. ورصد الباحثون سلوكيات ضارة قالوا إنّ الرجال كثيراً ما يلجؤون لها، وأنّها تسرّع إصابة المرأة بالكآبة ومنها الصراخ في وجه الزوجة أو مقاطعتها في أثناء الحديث. واستنتجت بروكس أن تعرّض الزوجة للمعاملة السيِّئة التي تحط من احترامها لنفسها تنعكس بقوة على نفسيتها، وأنّ للسلوك العدائي أو الطباع الحادة، تأثيرات قد تدوم لفترة طويلة على حياة الزوجين. وفي المقابل، لم يجد الباحثون أدلى تربط بين سلوكيات الزوجة الحادة وإصابة الزوج بالإكتئاب. وبينت إحصاءات طبية رسمية في الولايات المتحدة الأمريكية أنّ عدد مَن يعانون الإكتئاب بسبب مشكلات إجتماعية يبلغ نحو 10 في المئة من السكان. وعلى الرغم من اختلاف العوامل المسببة للإكتئاب، فقد أفاد باحثون نفسيون بأنّهم توصلوا من واقع اطلاعهم على حالات عديدة إلى أن حدة طباع الزوج يمكن أن تكون عاملاً مساعداً في إصابة الزوجة بهذا المرض النفسي الخطير. وبناء على هذه الدراسات، أصبح خبراء الطب النفسي يحرصون على معرفة "الملف الزوجي" للنساء اللاتي تتضح إصابتهنّ بالإكتئاب، قبل أن يفكروا بوصفة العلاج.