انها خزي وندامة

بسم الله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم اللقا

مررنا في الأسابيع الماضية بفترة الانتخابات تلك الفترة التي كثر فيها القيل والقال بين الناس ، فمست الأعراض وشكك بالذمم وتطاول البعض على الدين وكانت فتنة وامتحان رسب فيها البعض بجداره بينما اجتازها البعض الآخر بفضل من الله ومنة ولم يمسسه سوء
وانتهت تلك الفترة بحمد الله وظهرت النتائج فتعالت صيحات الفائزين بينما ارتسم الحزن على وجوه الخاسرين وهم لا يدرون حقيقة الأمر.
إنها والله لتكليف وليس بتشريف ، إنها لمسئولية لو ألقيت على عاتق الجبال لتفتت من عظمها وإنها لأمانة يعجز الرجال عن حملها
( وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)
أتى أبو الدرداء رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : يا رسول الله ولني فقال له عليه الصلاة والسلام : يا أبا الدرداء إنها لأمانه وإنها يوم القيامة لخزي وندامة

فهل أنت قادر على أن تكون مسئول عن آلاف البشر الذين تمثلهم في المجلس والذين اختاروك ووثقوا بك لتحل مشاكلهم وتوصل صوتهم إلى المسئولين ، هل أنت قادر على أن تعاملهم كلهم بالمثل فلا تحركك الواسطة أو القبلية أو المذهبية فتنحاز لفئة دون الأخرى ، هل أنت قادر على أن تتفقد أحوالهم وتجبر خواطرهم وتشاركهم أفراحهم وأحزانهم ، هل أنت قادر على أن تقدم مصالحهم على مصلحتك الخاصة ، والاهم من ذلك هل أنت قادر على الوقوف بين يدي ربك وخالقك يوم القيامة فيسألك عن كل واحد منهم

كان عمر بن الخطاب يتفقد الرعية في احد الأيام فوصل إلى أطراف المدينة وإذا بعجوز في خيمة( كانت تسمع بان أمير المؤمنين هو عمر بن الخطاب ولكنها لم تره قط ) فسألها عمر : ما رأيك بأمير المؤمنين عمر فقالت له : لا جزاه الله خيرا فوقع عمر بن الخطاب على ركبتيه من الدهشة وقال لها : ولماذا ؟ قالت : لم يعطيني من أموال الزكاة . ارتجفت رجلي أمير المؤمنين ولم يقوى على الوقوف فقال لها : وما يدري أمير المؤمنين عن حالك قالت العجوز : انه مسئول عن رعيته فيجب أن يعرف أحوالهم من أقصاها إلى أدناها انهمرت دموع عمر وكاد قلبه يخرج من مكانه عندما تذكر وقوفه بين يدي الله يوم القيامة مع تلك العجوز تحاجج ربها فيه فقال للعجوز : بكم تبيعيني مظلمتك ؟
لقد أدرك عمر بن الخطاب خليفة رسول الله الذي كان الشيطان إذا رآه بفج اتخذ فج غيره عظم المسئولية الملقاة على عاتقه فقد كان يقول يا ليت أم عمر لم تلد عمر ، أدرك انه سيسأل عن أشياء لا يسأل عنها غيره من البشر وذلك لان الله ولاه تلك الولاية فقد كان يخر مغشيا عليه عندا يقرأ ( وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)

اللهم إننا نسألك باسمك الخبير واسمك العليم واسمك القدير أن تعين ولاة أمورنا على خدمتك وان تنير أبصارهم لما فيه خير بلدنا وان تبعد عنهم الفرقة والشحناء وان تجعل الخير فيهم وبأيدهم ​

أختي هدفي الجنه

جزاك الله خير الجزاء ولاحرمك الاجر

جزاج الله خير يا قلبي ..