الولادة المبكرة إذا بدأت تشعرين بانقباضات الرحم، وبدأ عنق الرحم فى التمدد قبل إتمام الأسبوع 37 من الحمل، وهذا يعنى أنك تعانين من ولادة مبكرة ويسمى الطفل المولود مبكراً بالطفل المبتسر (اى الذى ولد قبل موعده). خمس وعشرون بالمائة من الولادات فى العالم تعتبر ولادات مبكرة، وقد تحدث الولادة المبكرة أما تلقائياً أو نتيجة لقرار الفريق الطبى المعالج بإنهاء الحمل قبل موعده لمصلحة الأم مثل حالات تسمم الحمل، أو لمصلحة الجنين مثل حالات تكلس المشيمة المبكر. وقد أرتفع عدد الولادات المبكرة فى السنوات الأخيرة لزيادة عدد السيدات الحوامل فى حمل متعدد (أى توأم أو أكثر) ما هى المشاكل التى تؤدى إلى ولادة مبكرة؟ لا يمكن التنبؤ بما إذا كنت ستلدين قبل موعدك أم لا ولكن تلك العوامل يمكن أن تساهم فى حدوث الولادة المبكرة: * أن تكونى حاملاً فى توأم أو أكثر من جنين. * إذا حدثت لك ولادة مبكرة سابقاً. * إذا كان لديك اتساع لعنق الرحم أى أنه يتمدد بدون انقباضات. * أن يكون عنق الرحم قصيراً (أقل من 25 مم). * إذا كنت أقل من 17 عاماً وأكبر من 35 عاماً. * تزداد الولادة المبكرة فى بعض الأجناس عن الأخرى. * أن تكونى قصيرة القامة ووزنك كان قليلاً قبل الحمل. * التدخين سواء السلبى أو الإيجابى. قليل من الدراسات أوجد العلاقة بين ضغط الدم العالى والولادة المبكرة. درس العلماء أيضاً إذا كانت متطلبات بعض المهن مثل العمل لفترات طويلة له أثر على الولادة المبكرة، وأظهرت دراسة واحدة أن المرأة إذا كانت تقف لمدة أكثر من 40 أربعون ساعة أسبوعياً أو إذا كانت المهنة مجهدة للغاية تكون معرضة للولادة المبكرة. وأخيراً، درست بعض الأبحاث عامل الجينات الوراثية ووجد أن لها دور كبير فى بعض حالات الولادة المبكرة هل يمكن التنبؤ باحتمال الولادة المبكرة ؟ هناك بعض الاختيارات قياس طول عنق الرحم: إذا كان عنق الرحم قصير فى منتصف الحمل فهذا معناه أنه توجد مخاطرة كبيرة لاحتمال الولادة المبكرة. ويمكن للطبيب أن يجرى أشعة فوق صوتية عن طريق المهبل ليقيس بها مقدار طول عنق الرحم، ولكن لسوء الحظ لا يوجد شئ تفعلينه إذا كان عنق الرحم قصيراً بعد منتصف الحمل، ولكن إذا تم اكتشاف هذا أول الحمل فيمكن إجراء عملية ربط عنق الرحم فى نهاية الشهر الثالث من الحمل. اكتشاف بروتين الفيبرونكتين الجنينى Fetal Fibronection Screening هو نوع من أنواع البروتين الذى يُفرز من غشاء الجنين، ولو ظهر فى المسحة من عنق الرحم والمهبل فذلك يعنى احتمال الولادة مبكراً، وهذا الاختبار يجرى عادة للسيدات اللاتى لديهن مخاطرة كبيرة أو يعانين من انقباضات مبكرة لكى يحدد ما إذا كن فعلاً فى حالة وضع مبكر واحتمال ولادة المبكرة. أثبتت الدراسات أن اختبارات ( FFN ) التى تجرى فى الأسبوع 24 من الحمل أو بعد ذلك يتنبأ بخطورة حدوث الولادة المبكرة، ولكن ليس لديهم أية فكرة عما يمكن القيام به فى هذه الحالة. ومن ناحية أخرى فأن السيدة التى لديها نتائج سلبية للتحاليل لا توجد لديها خطورة الوضع المبكر فى خلال أسبوعين، لذلك فإن النتائج السلبية تريح العقل ولمعرفة ما إذا كنت تحتاجين إلى رعاية طبية أم لا. جهاز اكتشاف انقباضات الرحم: يوجد اختبار آخر هو عبارة عن تسجيل انقباضات الرحم ويمكن أن يكون مفيد فى توقع الوضع المبكر، ويتم فيه وضع مقياس حول بطن الأم ليسجل نشاط الرحم اليومى، وهو نظام مكلف جداً والخبراء يتساءلون عن مدى جدواه فى منع الوضع المبكر. ماذا أفعل إذا كنت معرضة لاحتمال ولادة مبكرة؟ حتى الآن لا يوجد علاج واضح وله أثر فعال فى التقليل من احتمال تعرض السيدة للولادة المبكرة، ولكن فى دراسات حديثة وجدت الدراسات أن الحقن الأسبوعى لهرمون البروجسترون بدأ من الثلاث الشهور الثانية يقلل من احتمال الوضع المبكر لثلث السيدات التى أنجبن مبكراً، ويمكنك سؤال طبيبك ما إذا كان هذا النوع من العلاج مناسب لك أم لا. ولكن يجب أن تكونى متيقظة لأى عرض تشعرين به ويجب الذهاب إلى طبيبك لمنع حدوث أية مخاطر، فى بعض الأحيان بعض الأطباء ينصحون بالراحة التامة ولكن هذا الإجراء يدار حوله جدل فى ما إذا كان يساعد فى تلك الحالات. ما هى الأعراض التى تدل على ولادة مبكرة؟ يجب أن تتصلى فوراً بطبيبك إذا ما شعرت بأى من هذه الأعراض فى قبل مرور 37 أسبوع: * زيادة فى الإفرازات المهبيلة وخاصة ما إذا كانت إفرازات سائلة أو مخاطية أو دم حتى ولو كان لونها وردى أوبها مسحة أو أثر دماء. * بقع صغيرة من الدم نتيجة لنزيف مهبلى. * الشعور بآلام مثل آلام الطمث أو أكثر من أربع انقباضات فى الساعة. * زيادة الشعور بالضغط فى منطقة الحوض. * آلام أسفل الظهر وخاصة ما إذا كنت لا تعانين منها مسبقاً هذه الأعراض يمكن أن تكون محيرة لأن البعض منها مثل احتقان الحوض أو آلام أسفل الظهر يمكن أن تصاحب الحمل العادى أيضاً، وأيضا الانقباضات المبكرة يمكن أن تكون إنقباضات طبيعية (Braxton-Hicks Contraction) ولكن لكى تضمنى أن تصلى بالسلامة لنهاية الحمل اتصلى فوراً بطبيبك إذا ما شعرت بأى عرض. ماذا سيحدث إذا شعرت أننى فى حالة وضع مبكر؟ إذا ما تعرضت لأى علامة تعنى الوضع المبكر مثل حدوث الانقباضات المتتالية، أو نزول بعض السوائل يجب عليك الأتصال بالطبيب فوراً والذى سوف يحثك على الدخول للمستشفى لإجراء المزيد من الفحوصات، وسوف يراقبون الانقباضات وفى نفس الوقت معدل نبضات قلب الجنين، كذلك يمكن اختبار مسحة من عنق الرحم للتأكد من نزول ماء من حول الجنين وكذلك لعمل مزرعة لافرازات الرحم والمهبل. فإذا كان جيب الماء سليم سوف يجرى الطبيب فحص مهبلى لقياس مدى تمدد الرحم، ويمكن أن يجرى الطبيب فحص بالموجات فوق الصوتية للاطمئنان على الجنين ووضعه والمشيمة وتقييم كمية السائل المحيط بالجنين ، وأخيراً يمكن قياس طول عنق الرحم ولكن هذا الإجراء ليس ضرورة دائماً. بالرغم من اختلاف تناول الأطباء لهذا الموضوع فإذا كان عمر الجنين أقل من 34 أسبوع ونمو الأعضاء سليم ومعدل ضربات قلب الجنين مطمئنة، فسوف يرجح الطبيب تأخير الولادة لمدة يومان مع إعطائك مضادات حيوية لمنع وصول أى عدوى بكتيرية للجنين والسائل وسوف يعطيك حقن كورتيزون لتسرع من نمو رئة الجنين، وأيضاً علاج لمنع انقباضات الرحم مثل عقار اليوتوبار. وإذا كنت فى مستشفى صغير حيث لا توجد بها رعاية الأطفال حديثى الولادة سوف يقوم بتحوليك إلى مستشفى أكبر وغالباً ما تكونى أنت وطفلك تحت الملاحظة حتى تتم الأمور بسلام أما إذا أنفجر الجيب الماء ولا توجد انقباضات يمكن أن ينتظر الفريق الطبى بداية المخاض والذى يمكن أن يحدث خلال ساعات إلى عدة أيام،.فى كل الأحوال يمكن إعطائك مضادات حيوية للوقاية من العدوى البكتيرية. كيفية التعامل مع انفجار كيس الماء هو محور خلاف فى الآراء وهو يتضمن الموازنة بين المصلحة والمخاطرة فأن انتظار المخاض يعنى إعطاء الجنين فرصة أفضل ولكن مع زيادة المخاطرة بالعدوى، وبالطبع إذا كانت هناك علامات إصابة بعدوى بكتيرية واضحة فلابد من استخراج الجنين فوراً عن طريق إجراء عملية قيصرية. وفى أغلب الحالات أن كنت ممن يعانين من ولادة مبكرة قبل 34 أسبوع سوف يعطى لك الطبيب فرصة للولادة، فالأطفال المولودون خلال 34 و37 أسبوع بالغم من أنهم مبتسرون لكنهم يصبحون بحال جيدة، ويمكن أن يقضوا فترة قليلة داخل الحضانة مع مراعاتهم صحياً لفترة من الوقت لكنهم لا يعانون من مشاكل على المدى الطويل.