رسالة لكل من تشتكي زوجها...هل زوجك ظالم لك؟ هل هو عنيف معك؟ هل حياتك معه جحيم؟ إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وبعد، كثرت المواضيع التي تتحدث عن ظلم الزوج لزوجته ومعاملته القاسية لها ولا تنفك الزوجات من مشكلة الا ويقعن في مشكلة اكبر من اختها. وهذا ما دفعني الى ان اسطر بعض الكلمات كرسالة أهمس بها في أذن الزوجة دائمة المعاناة والشكوى من معاملة زوجها لها.. وسأتناول في رسالتي هذه جانب واحد وهو جانب الزوجة مع زوجها وحديثي سيكون مباشراً لها. دعونا اولا ايها القراء الكرام ان نتخيل مدى فظاعة وقسوة الحياة بدون مودة ورحمة بين الزوجين، - الحالة النفسية عند الزوجة وبعد ارتباطها بالزوج قد تتخيل الزوجة في بداية حياتها الزوجية – والتي تخفي مخاوفها المستقبلية المجهولة في ارتباطها هذا في باطنها - تتخيل انها ستحقق كل امالها مع هذا الزوج، وانها ستعيش كأسعد انسانة على وجه الارض، وانها ستعطيه كل ما لديها وتترك خلفها الدار والاهل والاصدقاء ليكون هو كل حياتها ويكون لها لوحدها ويكون كما تحبه ان يكون، وانها ستنجب منه أجمل واذكى الاطفال وتربيهم بحنانها، وانها وانها.. تأملات.. وخطط . وعندما تمر الايام تفاجى بالواقع (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) .. عندها ماذا تفعل .. ستتنازل عن بعض آمالها وتأملاتها وخططها .. مجاراة للواقع وللاستمرار به... وتجري الأيام الاولى السعيدة بسرعة واللحظات الحلوة تتحول لذكريات .. والمشاعر تتحجر مع قساوة الظروف ومرور الايام والشهور.. والقلوب تقسو والروتين والملل ينتشر .. تصبح الحياة بلا طعم ولا لون ولا رائحة مظلمة .. أوامر في أوامر وطاعة وعدم إستجابة من الزوج وقلة احترام ولا حتى شكر او امتنان ويزيد عناد الزوج وتكثر المناقشات والجدال على أتفه الاسباب، ويحتد الكلام وينفد الصبر، وتختفي الحكمة والرحمة، ويهيمن الغضب على الطرفين والاعصاب مشتدة والاصوات تتعالى، وفي النهاية المطاف، تجثو الزوجة على ركبتيها محطمة بذلك كل الآمال، تغدو م**ورة الجناح فتخرج من معركة حياتها وتأملاتها السعيدة دون ان يتحقق منهاا شيء، هذا لانها هي الضعيفة لانها انثى تبقى ضعيفة فهي لا تستطيع مهما أوتيت من قوة ان تواجه فيها رجل لديه القوامة عنيدا عصبيا قاسي القلب، يحب السيطرة يعطي فقط ولا يأخذ، دائم الاوامر خالي المشاعر، غير قابل للتغيير يعاملها بقسوة، فلو اننا نقف على الاسباب الرئيسية بشكل تفصيلي لوجدنا أن من أهم أسباب الخلاف والتفكك الأسري الذي يحصل يمكن ان يكون سببه الجهل ، نعم الجهل بالتكوين النفسي وبالخصائص الذاتية لكل من الذكر والأنثى، وأن الرجل عندما يتزوج المرأة دون العلم بهذه الخصائص الذاتية وبهذه المكونات النفسية فإنما يتعامل مع المجهول، وكذلك الحال بالنسبة لإقدام المرأة على الزواج بالرجل وهي لا تعرف خصائصه الذاتية ومكوناته النفسية، هذا وقد يعود سببه أيضا إلى الجهل بالأخلاق الواجبة التي يجب أن تسود العلاقات الزوجية، أويكون سببه لضعف شخصية الزوج نفسه ، أو لقساوة ظروفه المادية والحياتية، او بسبب التقليد الأعمى للغير..مهما كانت الاسباب.. ليس هذا موضوعنا الذي نبحث فيه. فلنضح مثالاً عن حالة ليتضح الأمر فمثلا كثير من الرجال يعتبرون المرأة خادمة لهم، عليها أن تؤمر فتطيع، ولا يحق لها في أن تقول (لا)، وإذا قالت (لا) غضب عليها زوجها وأسمعها الكلمات الغلاظ الشداد، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قد يتعداه إلى أن يركلها ضرباً وضرباً حتى تكون كالحيوان بل أقل مرتبة! هذا الظلم لم يقبل به الإسلام العظيم، وهنا ستُصبّرُ الزوجة نفسها على ما ابتليت به، ولكن الى متى فللصبر حدود، وتحاول ان تستجمع قواها ثانية بمحاولاتها الاخيرة لتقف أمام تيارات العنف والقسوة والخوف، وما الى سبيل، الى ان تعود فتنهار ثانية وثالية أمام هذا الجبل البركاني الذي يرمي بحممه على كل من يقترب منه..، فتأتي المسكينة فتتحسس الى من يعينها من الخارج إذا توفر لها ذلك.. فأغلبهن يخرجن ولا يعودن الى بيوتهن (الهروب) تتخذه كوسيلة للتنفيس عن غيظها من أثر ما عانت، أو تلجأ الى اهلها فيتدخل الاهل والاخوان وهنا الكل يتدخل ويريد حل المشكله .. وقد يتوسط أطراف من العائلة الاخرى لحل القضية أيضاً.. فتزداد الأمور تعقيداً ويزداد الزوج عناداً وتنقلب الحياة الاسرية التي كانت مليئة بالمحبة والحنان الى جحيم لا يطاق.. مما يؤدي الى تفاقم المشاكل وتراكمها واغلبها تنتهي بنهايات محزنة .. وقليل منها ما ينجح بقبول الزوج بحل من أهلها او من الطرفين ولكن سرعان ما تعود المشاكل الى سابق عهدها ويعود الزوج الى ماكان عليه أو اسوأ.. وهنا لنا وقفة تأمل بطرح سؤال لماذا ايتها الزوجة تخاطرين وتخوضين في مثل هذه المخاطر وتحاولين بعناد الوقوف بع** التيارات، اذا لم يكن هناك فائدة مرجوة من تصحيح مسار الزوج بشكل جذري ونهائي بضمان اللاعودة... وخصوصا بعد المحاولات التي دائما تكوني الخاسرة فيها وتأتي دائما بنتائج ع***ة لما تريدينه.. هل هذا يعني ان تستسلم الزوجة لواقعها وتتعايش معه كما هو؟ .. ام تختار الطريق الاخر وهو الانفصال؟ .. ام تصبر وتحتسب وتضحي في سبيل تربية اطفالها؟... وهنا أصل للمنعطف الذي اريد ان اتحدث فيه وأوجه بعض النصائح الذهبية للزوجة التي تعانيها من اضطهاد زوجها لها وتشعر معه بظلم وحالها هذا الحال .. - على الزوجة ان تعي وان تكون على قناعة تامة ان لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق أي انها تخالفه في اوامره اذا كانت في معصية الخالق او في غير معروف كأن يطلبها فيتسبب ذلك في ان تضيع عنها الصلاة .. على الزوجة ان تعتبر في نفسها ان الله اولاً ثم الزوج ثانياً فالاولاد والاهل ثالثاً.. - عليك يا اختي ان تعمقي إيمانك بالله ليكون راسخا صلباً كالصخر وان تتحلي بصفات المؤمنة بقضاء الله وقدره واعلمي ان ما جاء في الحديث الصحيح "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" عليك ان تسعي لان تكوني هذه المرأة وان تتيقني بأن الله يراقبك ويرى معاناتك، وإعتبار ما اصابك ما كان ليخطئك، وإنه إختبار وابتلاء من الله لايمانك به، وانك ستثابي على صبرك وعلى تحمل زوجك وطاعته ولن يخذلك الله ولن يضيع اجرك، إسمعي قول النبي عليه الصلاة والسلام يقول "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يُبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان دينه صلباً اشتد بلاءه وإن كان في دينه رِقَّة ابتُلي على قدر دينه، وما يزال البلاء ينزل بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة". - وعلى الزوجة ان تطيع زوجها فيما أمرها لأن طاعة الزوج واجبة في المعروف وما لم يأمر بمعصية واعلمي ان طاعة الوالدين واجبة حتى تتزوج المرأة، فإذا تزوجت المرأة أصبحت طاعة الزوج هي الأوجب، ومقدمة على طاعة الوالدين ولا ينبغي للأب أو الأم أن يتدخلا في حياة ابنتهما بعد الزواج ويأمرانها فما عاد الأمر لهما، هذا خطأ من الأبوين حينما يتدخلان في حياة ابنتهما ويصدران إليها أوامر والزوج يصدر لها أوامر. - اخيراً وهو الأهم عليك يا اختي ان تتيقني انك تطيعي زوجك لا من اجله ولا من أجل سواد عينيه قد يكون لا يستاهل في نظرك وقد يسيء اليك وانت تحسنين اليه وهنا تأتي حكمة الله، عليك ان تطيعينه بالمعروف وتجعلي طاعتك لزوجك من طاعتك لله، هذا لان الله عز وجل أمرك بذلك، أي اجعلي خدمتك لزوجك وطاعتك لزوجك وتحملك الأذى منه طاعة لله، لانه أمرك أن تطيعي زوجك بالمعروف، وعندها ستشعرين بسعادة تغمرك وانت تقومي على خدمة زوجك وانت تحتسبي الأجر من الله تعالى، وانك ستحصلين على الأجر الجزيل عند الله تعالى، فلا تنتظري من زوجك كلمة شكر وإمتنان او كلمة عطف او تقدير على الجهد الذي تبذلينه في خدمته، إجعليها شيء ثانوي إضافي وليس أساسي في حياتك لان الأجر الحقيقي الذي تنتظرينه هو ليس من عند زوجك، وانما هو من عند الله الكريم الحليم، والذي تسعين لنيل رضاه. وإسمعي هذه البشرى يا اختي من حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم : لما روي عن أم سلمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها ، قالت : قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّم : ( أيما امرأة ماتت و زوجها عنها راضٍ دخلت الجنة ) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَ حسنه ، و الحاكم و صححه ، ليس هذا فقط وهذه بشرى أخرى إسمعي : وروى أحمد في مسنده عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حفظت فرجها و أطاعت زوجها قيل لها : ادخلي من أي أبواب الجنة شئت ) . و روى نحوه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه . و معنى هذا الحديث كما بينه الإمام المناوي في فيض القدير : ( إذا صلت المرأة خمسها ) المكتوبات الخمس ( و صامت شهرها ) رمضان غير أيام الحيض إن كان ( و حفظت ) و في رواية أحصنت ( فرجها ) عن الجماع المحرم و السحاق ( و أطاعت زوجها ) في غير معصية ( دخلت ) لم يقل تدخل إشارة إلى تحقق الدخول ( الجنة ) إن اجتنبت مع ذلك بقية الكبائر أو تابت توبة نصوحاً أو عفي عنها فماذا بعد هذا البيان يا اختي سوى الصبر الصبر والطاعة ليس من أجل زوجك او من أجل اولادك لا بل من أجل ارضاء الله تعالى لانه امرك بذلك وبهذا تجعلي طاعتك لزوجك عبادة لله الواحد القهار وما زوجك الا وسيلة تستغلينها لتدخلي بها الجنة ان شاء الله