علاقة وأثر التربية بالتعليم !.

الدكتور /مختار محمد بلول

منقول من صفحته الخاصه على الفيس بوك

ه. علاقة وأثر التربية علي التعليم !.
********************
كان بالأمس يطلق مسمي :-
وزارة التربية والتعليم !.
إدارة التربية والتعليم !.
هيئة التربية والتعليم !.
ذلك لأهمية التربية التي تسبق التعليم ، ولان التربية هي محصلة مكارم الاخلاق الحميدة التي تغرس في نفوس الاطفال ويربوا ، وينشؤوا عليها ، ليبني التعليم علي أسس من مبادئ مكارم الاخلاق الحميدة ، التي تمثل قاعدة (( انما الامم ا...لاخلاق )) فالأدب يسبق العلم ، ومن لا اخلاق له لا ينفعه علم العالمين !
للأسف الشديد شطب اسم ومسمي التربية من كل جهاز او إدارة لها علاقة بالتعليم ، واكتفي بمسمي : وزارة التعليم ، إدارة التعليم ، هيئة التعليم !.
لم يعد للتربية والاخلاق والأدب مكان في محافل التعليم ، وكانت الحجة في ذلك ان العدد تضاعف ولم يعد بالإمكان ان تقوم المدرسة بمهمة التربية ، وتكتفي المدرسة بدور المعلم فقط ، وعلي البيت ( الام بالذات ) مهمة التربية ، استنادآ الي قول ان الام اذا أعددتها فقد اعددت جيلآ !.
ومرت التجربة واعتقدنا ان الحل يكمن في تخلي المدرسة عن دورها في التربية ، وتفرغها لمهمة التعليم ، الي ان ظهرت الطامة الكبري ، واكتشفنا ان المدرسة لم تتخلي عن دورها التربوي فقط ، بل انها تخلت عن دورها في التعليم أيضًا !
واصبح دور المدرسة محصورآ في إعطاء الشهادة فقط ، وبذلك تحولت مهمة التعليم الي البيت كما تحولت قبلها مهمة التربية الي البيت ، من هو البيت ؟.
انها الام التي القي علي عاتقها مهمة التربية والتعليم معآ !
فالام هي التي تلد وتربي وتعلم وتراجع لأولادها دروسهم ، وتعدهم صباحآ ومساء للمدرسة !.
والدليل علي ان المدرسة فقدت مهمتها التعليمية كما فقدت مهمتها التربيوية ، هو انتشار الدروس الخصوصية ، وضياع الاطفال الذين ليس لديهم ام تراجع لهم ، او تساعدهم علي الاقل في بداية مشوار الطريق !.
التعليم في الصغر كا النقش في الحجر !.
والتعليم في الصغر ، كا العود الطري اذا زرع اعوج نبت ونمي ونشأ اعوج !.
واكبر دليل علي فشل مهمة التعليم من بدايتها ، انظر الي واقع التعليم الابتدائي في المدارس الحكومية ، وتر العجب العجاب من ضياع النشأ في هذه المدارس ، اما في المدارس الخاصة فحدث أيضًا ولا حرج بسبب غياب التفتيش والمفتشين علي المدارس الحكومية والخاصة !.
كان المفروض ان يكون مستوي المدرسين والمدرسات في المدارس الابتدائية النخبة من المتقاعدين من رجال العلم والتربية والتعليم ، الذي شهد لهم بالمقدرة علي رعاية النبت والنشأ الاول للجيل الذي سيرث ميراث الأبوين من بعد !
ان مهمة التعليم ومستوي المدرسين في جميع مراحل التعليم الابتدائي تنع** علي جميع مراحل التعليم اللاحقة ، فإذا كانت البداية ممتازة في النهاية ممتازة ، واذا كانت البداية سيئة ، فماذا ننتظر الا الأسوأ ، وهذا ما نراه آليوم من ضياع للأجيال في الشوارع والسجون وال**حات العقلية ، وتزايد وارتفاع معدلات الجريمة في المجتمع !.
أضعناهم في الصغر ، فاضاعونا في الكبر ، أضعنا أمانة التربية ، ومن بعدها أمانة العلم والتعليم ،!
لا بد من وقفة صدق مع انفسنا ، بعد ان شغلتنا الحياة عن اداء أمانة التربية والتعليم في البيت والمدرسة ، انها أمانة مشتركة بين البيت والمدرسة ، فإذا ضاع البيت ضاعت المدرسة ، واذا ضاعت المدرسة ضاع البيت ، انها الأمانة أمانة التربية والتعليم لتي لا انفصام لها ومن أضاع او ضيع احدهم خسر الآخر !
نسال الله الرشد والصواب ، وآخر دعوانا ان الحمد الله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام !.