بسم الله الرحمن الرحيم أثبت أحد (مرحلة العشر الأواخر من رمضان) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله فقال : "اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان" [رواه البخاري] .. ومنذ هذه اللحظة أنت كالجبل ، فعليك أن تثبت ولا تضيِّع ما قدمت من أعمال في العشر الأوائل من رمضــان .. ومن الأسبـــاب والأعمال التي تعينك على الثبات : 1) تجديد الإحتساب ، جدد نواياك ، استحضرها دائمًا ومررها على قلبك حتى تكون سببًا في ثباتك . 2) زيدّ من الجرعة القرآنية ، فالقرآن من أعظم أسباب الثبات ، لقوله تعالى : {كَذَلِكَ لِنثَبِّتَ بِهِ فؤَادَكَ وَرَتَّلنَاه تَرتِيلًا} [الفرقان : 32] فإن كنت تقرأ ختمة في العشر الأوائل تجعلها ختمتين وهكذا . 3) تجديد التوحيد ، قال تعالى: {يثَبِّت اللَّه الَّذِينَ آَمَنوا بِالقَولِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدّنيَا وَفِي الآَخِرَةِ } [إبراهيم : 27] فأكثِّر من قول لا إله إلا الله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" [رواه الترمذي وصححه الألباني] . 4) أعمـــال المثــابرة ، أي الطاعات التي تستغرق منك بعض المجهود ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من ثابر على إثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر" [رواه الترمذي وصححه الألباني] وعليك أن تكثِّر من النوافل بشكل عام ، يقول تعالى : في الحديث القدسي "وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" [رواه البخاري] . 5) الإكثار من الذكر ، فالذكر من أعظم أسباب التثبيت ، قال تعالى : {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آَمَنوا إِذَا لَقِيتم فِئَةً فَاثبتوا وَاذكروا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكم تفلِحونَ} [الأنفال : 45] . فعليك بكثرة الإستغفار ، عن عبد بن بسر رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا "[رواه ابن ماجه وصححه الألباني] وأكثر من الصلاة على الحبيب ، فإنها من أعظم المُكفرات وهي الدليل إلى الجنة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة " [رواه ابن ماجة وصححه الألباني] وأكثِّر من التسبيح والتحميد وقول لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ولا يفتر لسانك من ذكر الله . 6) الإكثار من الدعــــاء ، وبالأخص قول {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران : 8] وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول : "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" [رواه الترمذي وصححه الألباني] . 7) تشييــع جنــــازة كي تتذكر الموت وما بعده من نعيم الجنة أو عذاب النار فهي من أعظم أسباب الثبات ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان" قيل : وما القيراطان ؟ قال : "مثل الجبلين العظيمين" [متفق عليه] . 8) الدعوة إلى الله تعالى ، فالدعوة سبب للإستقامة ، كما في قوله تعالى : {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}[الشورى: 15] . والدعوة واجب علينا جميعًا ، ومن الممكن أن تكون عن طريق شريط أو كتاب في العمل وداخل البيت لأفراد الأسرة بالأساليب التي تُؤلِّف بها قلوبهم ، قال تعالى : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] . 9) احرص على أن يكون لك رُفقة إيمانية ، حتى تُعينك على الطاعة . 10) الإستماع إلى المواعظ ، لكي تُجدد نشاطك وإيمانك ، قال تعالى : {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء : 66] .