!! قلبي في خطر !!

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وعلى آله وصحبه ولمن لأثره اقتفى،وبعد:

القلب هو ملك الجوارح بل وقائدها،إن إستقام القلب إستقامت الجوارح،,وإن اعوج اعوجت معه
كما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".
[رواه البخاري ومسلم]



فعندما تكثر مخالطتي للناس وأخص أصحاب السوء منهم,فيكثر معهم هرجي ومرجي,غيبتي وكذبي
!!..فلا بد أن اعرف بأن قلبي في خطر..!!


حينما يطول نومي وطعامي وتسويفي وطول أملي في هذه الدنيا
!!..فلا بد أن اعرف بأن قلبي في خطر..!!


بل وحينما استوطن الدنيا واطمئن لها وأتلذذ بغربتها
!!..فلا بد أن اعرف بأن قلبي في خطر..!!


حينما أجاهر خالقي بمعصيتي وأنتشي أمام خلقه استكبارا
!!..وقتها بد أن اعرف بأن قلبي في خطر..!!


حينما تتلى آيات ربي ولا يرجف لها طرفي "خشوعا"
!!..فلا بد أن اعرف بأن قلبي في خطر..!!


وحينما أسعى حثيثا لإتيان المنكرات ومجانبة سبيل أهل العفاف
!!..عندها لا بد أن اعرف بأن قلبي في خطر..!!


بل وحينما اتعلق بالمخلوق عن الخالق
!!..فلا بد أن اعرف بأن قلبي في خطر..!!


حينما تعلو أصوات المجون ويضيع وقتي في مشاهدة الفسوق,وأتمايل معها يمنة ويسرة
!!..فلا بد أن اعرف بأن قلبي في خطر..!!


وحينما يصدح صوت الأذان إيذانا بدخول وقت الصلاة وأتقاعس تكاسلا
!!..فلا بد أن اعرف بأن قلبي في خطر..!!


حينما أتلذذ في عقوق والديّ وقطيعة أرحامي وجيراني
!!..وقتها لا بد أن اعرف بأن قلبي في خطر..!!



بل وحينما اسمع بوفاة أحد اقربائي ولايهتز للموت كياني
!!..أتأكد وتأكد بأن قلبي تحجر( وما لجرح بميت إيلام)..!!


نعم إخوة الإسلام

لقسوة القلب أسباب وأسباب
فأصحاب هذه القلوب القاسية هم أبعد الناس عنه عز وجل
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله ، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي".[ أخرجه الترمذي]
ويقول أحد السلف : (( ما من عبد إلا وله عينان في وجه يبصر بهام أمر الدنيا ، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة ،فإذا أردا الله بعبد خيراً فتح العينين اللتين في قلبه ، فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب ، وإذا أردا به غير ذلك تركه على ما فيه ، ثم قرأ » أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا » ( محمد:24) .

فياقارئ رسالتي:أما وقد عُرف الداء..فحري بنا أن نبحث عن الدواء
أما وأول الأمور التي تجلي القلوب من قسوتها ، وتجعله رقيقاً منكسراً لخالقه ومولاه:

معرفته عز وجل
فمن عرف ربه حق المعرفة رق لبه
و كلما عظم الجهل به كلما كان العبد أكثر جرأة على حدوده ومحارمه


ثانيا... الالتزام بتأدية الفرائض
ففيها تقوية للإيمان و الصلة بالله تعالى
و الإخلاص في العبادة سبب في حماية الإنسان من الوقوع في المعاصي بإذنه

ثالث الادوية .. الاستغفار والاشتغال بذكره وعمارته بخشيته تعالى
قال رجل للحسن : يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي . قال : أذِبه بالذكر
و يقول ابن القيم رحمه الله : (( صدأ القلب بأمرين : بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر ...)).فلايوجد دواء أنجع في ذوبان داء القسوة كذكره تعالى


رابع طرق العلاج..النظر في آيته جل في علاه والتفكر في وعده ووعيده
فالعين تدمع ، والقلب يخشع ، والنفس تتوهج إيماناً عند السير لربها


خامسا..تذكر الجنة ونعيمها,والنار وسعيرها
وما أعد الله لكلا الفريقين
فجزاء من باع هواه وابتغى مرضاة ربه فسخر دنياه مزرعة لآخرته فعاش غربتها واكبح نفسه عن مغرياتها ,أبدا لا يتساوى مع من طابت نفسه العيش في ظل الزوال والاغترار بلمذاتها


سادس سُبل العلاج..زيارة القبور ( للرجال ) والتفكر في حال أهلها
جاء رجل لأم الدرداء رضي الله عنها وأرضاها: إني لاجد في قلبي داء لا أجد له دواء,وأجد قسوة شديدة وأملا بعيدا ..
فقالت ام الدرداء: اطلع في القبور واشهد الموتى
فزيارة القبور عظة وعبرة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :"كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها ؛ فإنها ترق القلب ، وتدمع العين ، وتذكر الآخرة ، ولا تقولوا هُجراً "
[رواه الحاكم وصححه الألباني ]


سابعا..زيارة الصالحين وصحبتهم ومخالطة أهل الخير
فهي أفضل القربات عنده سبحانه وتعالى
قال صلى الله عليه وسلم": إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك- أي يعطيك- وإما أن تبتاع منه وأما أن تجد ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وأما أن تجد ريحاً خبيث" [متفق عليه].
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أين تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم فقال عليه الصلاة والسلام": المرء مع [من أحب[/]" [متفق عليه].


وأخيرا..الخلوة بالنفس ومجادهتها ومراقبتها
يقولُ ابنُ كثيرٍ – رحمه الله – في تفسيرِ قولِه تعالى : » وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ » : (( أي حاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتُم لأنفسِـكم من الأعمالِ الصالحةِ ليومِ معادِكم وعرضِـكم على ربِكم ، واعلموا أنه عالمٌ بجميعِ أعمالِكم وأحوالِكم ، لا تخفى عليهِ منكم خافيه ))

فتَُعاتب في التقصير لتتدارك التفريط قبل الندامة
قالَ ابن القيم -رحمه الله- في إغاثةِ اللهفان : (( وتركُ المحاسبة والاسترسالُ وتسهيلُ الأمورِ وتمشيتُـها ، فإنَّ هذا يقولُ بهِ إلى الهلاكِ ، وهذه حالُ أهلِ الغرور ، يُغْمضُ عينيهِ عن العواقبِ ويُمَشّي الحال ، ويتكلُ على العفو ، فيهملُ محاسبة نفسهِ والنظرُ في العاقبة ، وإذا فعلَ ذلكَ سَهُلَ عليه مواقعةُ الذنوبِ وأنِسَ بها وعَسُرَ عليه فِطامُها ولو حَضَرَه رُشْدَه لعلِم أنّ الحميةَ أسهلُ من الفِطام وتركُ المألوف والمعتاد ))

والكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني
فمن خاف الوعيد قصر عليه البعيد، ومن طال أمله ضعف عمله، وكل ما هو آت قريب

رزقنا الله وإياكم رقة القلب وأعاذنا وإياكم من القسوة .. وصلى الله على أرحم الخلق محمد وآله وصحبه وسلم.


​

حينما أجاهر خالقي بمعصيتي وأنتشي أمام خلقه استكبارا
!!..وقتها بد أن اعرف بأن قلبي في خطر..!!


موضــــــــــــــوع في قمـــــــــة الرووووووووعهـ

جعلهـ في موازينـــ حسناتكـ

ربـــــــــي لايحرمنا من ابداعـــــــــــــــــــــكـ ،،،،،،،،

جزاك الله كل خير

أشكرج غاليتي ع مرورج الرائع والجميل

وتقبلي مني أرق وأعذب تحيه​

وجزاج الله خير الجزاء

منوره الصفحه وأسعدني مرورج الطيب​